خصائص أنصار النبی (صلى الله علیه وآله)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الثانیالقسم الثالث

اختلف شرّاح نهج البلاغة فی هذا القسم من الخطبة وذلک لأنّ الضمائر التی وردت فی هذا القسم والأوصاف لا تبد منسجمة، ومن هنا قال بعض الشرّاح بوجود تقدیر فی العبارات، واعتقدوا بأنّ عدم الإنسجام هذا یرتبط إختیار السید الرضی (رضی الله عنه)، فلعل عدم الإنسجام هذا یزول لو نقل المرحوم جمیع الخطبة، على کل حال ما یبدو مناسباً فی تفسیر هذا القسم هو أنّ الإمام (علیه السلام) نظر إلى ناس العصر الجاهلی ومن ثم عصر الظهور النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، فقسم أهل ذلک الزمان إلى ثلاث طوائف: الضالون، وضعاف الإیمان، والمؤمنون الشجعان الأشداء، فقال بشأن الطائفة الأولى: «وَطَالَ الاَْمَدُ بِهِمْ لِیَسْتَکْمِلُوا الْخِزْیَ، وَیَسْتَوْجِبُوا الْغِیَرَ(1)».

نعم، فأحیاناً یترک الله الأفراد الذین یصرون على سلوک سبیل العصیان والطغیان لیبلغوا قمة الفضحیة فیستوجبوا العقاب الإلهی.

وقد أشارت الآشارت القرآنیة إلى هذه الطائفة فی عدّة موارد واصطلحت على عقابهم بالاستدراج. ثم تحدّث عن الطائفة الثانیة والثالثة فقال: «حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ(2) الاَْجَلُ، وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ، وَأَشَالُو(3) عَنْ لَقَاحِ(4) حَرْبِهِمْ، لَمْ یَمُنُّوا عَلَى اللّهِ بِالصَّبْرِ، وَلَمْ یَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِی الْحَقِّ; حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْیَافِهِمْ، وَدَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ».

وهکذا میّز هذه الطوائف الثلاث التی لا یخلو مجتمع من نظائرها، وکل تسلک طریقها، وقد قسمهم جمع من شرّاح نهج البلاغة إلى قسمین، والعبارة: «وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ...»، اعتبروها إشارة إلى الصالحین الذین یتخذون جانب الصمت والتقیة تجاه بعض الفتن فی زمان معین حتى یحین موعد القیام، والعبارة: «لَمْ یَمُنُّوا...» معطوفة علیها.

وکما أشرنا سابقاً فقد اختلف شرّاح نهج البلاغة بشأن هؤلاء القوم ومن هم اُولئک الأفراد ومتى ینهضون ومن هو زعیمهم وفی أی وقت یظهر.

ذهب البعض إلى أنّ ذلک هو زمان بنی اُمیة الذین یتسلطون بادىء الأمر على کافة البلاد الإسلامیة ویطردون الأخیار الصالحین من الساحة ویختفون أصوات المظلومین، ولکن لا تمرّ مدّة حتى تقوم طائفة ضدهم وتطیح بسلطانهم وتقذف بهم فی مزبلة التاریخ.

ویرى البعض الآخر أنّهم أنصار الإمام المهدی (علیه السلام) الذین ینهضون بالأمر بعد کل ذلک الفساد والظلم والإبتعاد عن الله سبحانه بأمر من إمامهم فیملأون الأرض قسطاً وعدلاً بعد أنّ تملأ ظلماً وجوراً، ولکن بالنظر إلى ما سیرد فی المقطع الآخر یبدو أنّها إشارة إلى ناس یعیشون فی الجاهلیة وقد سلکوا سبیل الفساد، ثم نهض علیهم ثلة من الصالحین التی تهب لنصرة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فتصحی بما لها ونفسها حتى ینتشر الإسلام فی کل مکان.

والعبارة: «حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْیَافِهِمْ...»، تعبیر غایة فی الروعة تشیر إلى أنّ الجهاد الإسلامی لابدّ أن یبتنی على العلم والجهاد الثقافی مقدم على الجهاد العسکری.


1. «غیر»: جمع «غیرة» بکسر ففتح بمعنى حوادث الدهر والتغیرات التی توجب تغیر النعم، وقال البعض غیر مفرد ولا جمع.
2. «اخلولق»: من مادة «خلق» أحد معانیها القدم، وتعنی هنا الانتهاء لأنّ لازمة القدم انتهاء العمر الشیء.
3. «اشالوا»: من مادة «شول» على وزن قول تعنی فی الأصل رفع الشیء کرفع الحیوان لذیله، وتعنی هنا الکف عن القتال.
4. «لقاح»: تعنی بدایة الحرب.

 

القسم الثانیالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma