نظرة إلى الخطبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
الخطبة 135أنت عاجز

صرّح ابن أبی الحدید وآخرون أنّ هذا الکلام لم یکن بحضرة عثمان، وإن أفادت عبارات الخطبة أنّ هذه المشاجرة کانت بحضرة عثمان، فقد جاء فی الخبر أنّ عماراً لما سمع بخبر وفاة أبی ذر ترحم علیه بحضور عثمان، فغضب عثمان وقال: انفوه إلى الربذة، فقال عمّار: مجالسة الکلاب والخنازیر أحبّ إلیَّ من مجالستک قال ذلک وخرج، فعزم عثمان على نفیه، فذهب بنو مخزوم إلى علی (علیه السلام) وشکوا له ضرب عثمان لعمار وهو عازم الآن على إبعاده فسألوه أن یکلم عثمان وإلاّ وقعت فتنة عظیمة، فذهب الإمام علی (علیه السلام) إلى عثمان وقال له: نفیت أبی ذر إلى الربذة حتى مات غریباً وهو من صحابة رسول الله (صلى الله علیه وآله) وقد نقم علیک الناس ذلک، وترید الآن نفی عمار.

فغضب عثمان وقال: لابدّ من نفیک أولاً لکی لا یجرأ عمار، ففسادهم منک، فقال علی (علیه السلام): لا تقدر على ذلک وفساد أمثال عمار بسبب أعمالک، فأنت تعمل خلاف دین الله تعالى فنقم الناس علیک، قال ذلک ثم خرج من عند عثمان، وقد أحاط الناس به وقالوا فلیبعدنا عثمان جمیعاً لنموت بعیداً عن أهلنا، فقال الإمام (علیه السلام) قولوا لعمار یلازم بیته ولا یخرج.

فقال بنو مخزوم: إن کنت معنا فلیس لعثمان أن یفعل شیئاً، فلما بلغ ذلک عثمان شکى علیاً (علیه السلام)إلى الناس، فقال له زید بن ثابت وکان من شیعته وخاصته: أفلا أمشی إلیه فأخبره بموجدتک فیما یأتی إلیک، قال: بلى، فأتاه زید معه المغیرة بن الأخنس(1) وعداده بنی زهرة واُمّه عمة عثمان، فحمد زید الله وأثنى علیه ثم قال: أمّا بعد فانّ الله قدم لک سلفاً صالحاً فی الإسلام، وجعلک من الرسول بالمکان الذی أنت به، فأنت للخیر کل الخیر أهل، وأمیرالمؤمنین عثمان ابن عمک ووالی هذه الاُمة، فله علیک حقان، حق الولایة وحق القرابة، وقد شکا إلینا أنّ علیاً یعرض لی، ویرد أمری علیَّ، وقد مشینا إلیک نصیحة لک، وکراهیة أن یقع بینک وبین ابن عمک أمر نکرهه لکما، فحمد علی (علیه السلام) الله وأثنى علیه وصلى على رسوله ثم قال: أمّا بعد، فوالله ما أحبّ الاعتراض ولا الردّ علیه، إلاّ أن یأبى حقّاً لله لا یسعنی أن أقول فیه إلاّ بالحق، ووالله لأکفنّ عنه ما وسعنی الکف.

فقال المغیرة بن الأخنس وکان رجلاً وقاحاً، وکان من شیعة عثمان وخلصائه: إنّک والله لتکفن عنه أو لتکفن، فانّه أقدر علیک منک علیه.

فقال له (علیه السلام): یابن اللعین الأبتر، والشجرة التی لا أصل لها ولا فرع...(2).

بناءاً على هذا فخلاصة الکلام أنّه اعتراض شدید على المغیرة بن الأخنس الذی نطق بکلام أکبر منه واعتقد أنّ له منزلة أعظم ممّا فی نفسه.

«یَابْنَ اللَّعِینِ الاَْبْتَرِ، وَالشَّجَرَةِ الَّتِی لاَ أَصْلَ لَهَا وَلاَ فَرْعَ، أَنْتَ تَکْفِینِی؟ فَوَاللّهِ مَا أَعَزَّ اللّهُ مَنْ أَنْتَ نَاصِرُهُ، وَلاَ قَامَ مَنْ أَنْتَ مُنْهِضُهُ. اُخْرُجْ عَنَّا أَبْعَدَ اللّهُ نَوَاکَ، ثُمَّ ابْلُغْ جَهْدَکَ، فَلاَ أَبْقَى اللّهُ عَلَیْکَ إِنْ أَبْقَیْتَ!».


1. المغیرة بن الأخنس وأبوه أحد المنافقین وهو غیر المغیرة بن شعبة المعروف بنفاقه وعداوته لأهل البیت(علیهم السلام).
2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 8/301 ـ 302; والفتوح لابن أعثم الکوفی 1/16 طبقاً لنقل شرح نهج بالبلاغة للمرحوم التستری 9/261.

 

الخطبة 135أنت عاجز
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma