أینما تکونوا یدرککم الموت

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
نظرة إلى الخطبة 1 ـ ملک الموت أم ملائکة الموت

کما ورد سابقاً فانّ هذه الخطبة فی الواقع جزء من خطبة التی تصدت لبیان صفات الله تعالى وعجز البشریة عن إدراک کنهه وصفاته سبحانه، وقد استدل الإمام (علیه السلام) بمثال فی هذه الخطبة یشخص الحقیقة المذکورة ویبیّن عجز الإنسان عن الوقوف على کنه ذات أغلب المخلوقات، وبناءاً على ما سبق فکیف یمکن توقع وقوف هذا الإنسان على کنه ذات وصفات الخالق المطلق بینما لا یسعه إدراک کنه مخلوق مثله؟

فقد قال (علیه السلام): «هَلْ تُحِسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلاً؟، أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً؟».

قطعاً أنّ روح الإنسان تفصل عن جسده من قبل ملک الموت، کما صرحت بذلک العدید من الآیات القرآنیة، والحال لیس لدینا أی علم بولوجه من أجل قبض الروح ولا خروجه، کما لا نراه حین یقبض الروح، رغم أنّه مخلوق من مخلوقات الله سبحانه، وما أکثر من مثله من الملائکة الذین یتعذر علینا رؤیتهم.

ثم واصل الإمام (علیه السلام) کلامه بالتطرق إلى مورد خاص بشأن قبض الروح والذی یتصف بالتعقید والغموض، وهو قبض روح الجنین فی بطن اُمّه، فقال (علیه السلام): «بَلْ کَیْفَ یَتَوَفَّى الْجَنِیْنَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ. أَیَلِجُ عَلَیْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا؟ أَمِ الرُّوحُ أَجابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا، أَمْ هُوَ سَاکِنٌ مَعَهُ فی أَحْشَائِهَا؟».

فمن البدیهی أنّه یشق على کل عالم بانتقاء أی من الأجوبة الثلاث على سؤال المذکور، فلیس هنالک دلیل یثبت أی منها، وعلیه فقضیة قبض الروح بواسطة ملک الموت بحدّ ذاتها قضیة شائکة غایة فی التعقید یعجز عن إدراکها الإنسان فضلاً عن قبض روح الجنین فی بطن اُمّه.

ثم یخلص الإمام (علیه السلام) من العبارات السابقة إلى هذه النتیجة: «کَیْفَ یَصِفُ إِلهَهُ مَنْ یَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوق مِثْلِهِ!».

نعم، فهناک الألوف المؤلفة من المخلوقات والکائنات التی عجز الإنسان عن إدراکها حتى بعد تطور العلوم وتقدمها، فما حقیقة الروح؟ وما کیفیة إرتباطها بالجسد؟ کیف تنسلخ عن الجسد؟ وأین تتجه هذه الروح بعد انفصالها من البدن؟ ما حقیقة الحیاة؟ لم استطاع العلماء جمع کافة العناصر الموجودة فی الخلیة الحیة فی مختبراتهم بصورة صناعیة إلاّ أنّهم عجزوا عن نفخ الروح فیها؟!

ما حقیقة الزمان والمکان؟ ما کیفیة أمواج الجاذبیة التی تربط شرق العالم بغربه؟ ومئات الأسئلة من هذا القبیل.

فاذا عجزنا عن وصف هذه المخلوقات التی نشترک معها فی کثیر من الأمور، فکیف نتوقع إمکانیة وصفنا لله الذی لا یشترک معنا فی أی أمر؟! بلى، لدینا علم إجمالی بوجوده وصفاته سبحانه، حیث نعلم أنّه موجود وله الصفة الفلانیة على سبیل الإجمال، إلاّ أنّ الکل یعرب عن عجزه وفشله من اقتحام میدان العلم التفصیلی، بما فیهم أنبیاء الله سبحانه وتعالى.

 

نظرة إلى الخطبة 1 ـ ملک الموت أم ملائکة الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma