التغابی عن عیوب الذات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الأولالقسم الثانی

إهتم الإسلام بقضیة الغیبة وإقتفاء عیوب الآخرین على أنّها من المشاکل الاجتماعیة الکبرى التی تشیع روح التشاؤم والنفاق وتفکک عرى الثقفة وتقضی على روح الاتحاد والأخوة، ومن هنا عدّها الإسلام من الذنوب الکبیرة، وقد قسم الإمام (علیه السلام) الناس إلى خمس طوائف، الطائفة الاُولى التی شملتها عنایة الله سبحانه فلم تتلوث بالذنوب المعاصی، فقال بشأن هذه الطائفة: «وَإِنَّمَا یَنْبَغِی لاَِهْلِ الْعِصْمَةِ وَالْمَصْنُوعِ إِلَیْهِمْ فِی السَّلاَمَةِ أَنْ یَرْحَمُوا أَهْلَ الذُّنُوبِ وَالْمَعْصِیَةِ، وَیَکُونَ الشُّکْرُ هُوَ الْغَالِبَ عَلَیْهِمْ، وَالْحَاجِزَ لَهُمْ عَنْهُمْ»، فأی نعمة أعظم من أن یتلطف الله تعالى على إنسان ویصونه من مقارفة الذنب، وأی شکر أعظم من شکر هذه النعمة الإلهیّة الکبرى بأن یحفظ لسانه من إغتیاب الآخرین واقتفاء عیوبهم.

الطائفة الثانیة التی تحمل العیوب وتذم الآخرین على مثلها، أی إنّ حب الذات لا یدعهم یرون عیوبهم بینما دقیق هو فی متابعة عیوب الآخرین، وقد قال فیها علی (علیه السلام): «فَکَیْفَ بِالْعَائِبِ الَّذِی عَابَ أَخَاهُ، وَعَیَّرَهُ بِبَلْوَاهُ. أَمَا ذَکَرَ مَوْضِعَ سَتْرِ اللّهِ عَلَیْهِ مِنَ ذُنُوبِهِ مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِی عَابَهُ بِهِ!».

إشارة إلى أنّ الإنسان المؤمن یجب أن یتحلى بقبسات من صفات الله سبحانه، فالله ستار العیوب، فینبغی علیه أن یستر عیوب الآخرین.

الطائفة الثالثة التی ترتکب الذنوب وتذم الآخرین على مثلها، والحال من الطبیعی أن یکون الإنسان أحرص على نفسه من الآخرین، فکیف لهذا الإنسان بالتفکیر فی عیوب الآخرین دون أن یهم بإصلاح نفسه وعیوبه، أی عقل یسوّل للإنسان نسیانه لذاته بصورة کلیة ویلقی بها فی مستنقع البؤس والشقاء فیخوض فی ذنوب الآخرین، ناهیک عن أنّ الدافع من ذلک هوالفساد لا الإصلاح، فقد قال الإمام (علیه السلام): «وَکَیْفَ یَذُمُّهُ بِذَنْب قَدْ رَکِبَ مِثْلَهُ!».

الطائفة الرابعة من تذم الآخرین على ذنوب لم ترتکبها، لکنّها إرتکبت ما هو أفضع منها، وهو غافل عن هذه الذنوب غیر مکترث لها، فقال الإمام (علیه السلام) بشأنها: «فَإِنْ لَمْ یَکُنْ رَکِبَ ذلِکَ الذَّنْبَ بِعَیْنِهِ فَقَدْ عَصَى اللّهَ فِیَما سِوَاهُ، مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ».

الطائفة الخامسة التی ربّما لم ترتکب تلک الذنوب التی تذم الآخرین على إرتکابها، حیث لم تصدر منها سوى بعض الصغائر من الذنوب فقال قال الإمام (علیه السلام) بشأنها: «وَایْمُ اللّهِ لَئِنْ لَمْ یَکُنْ عَصَاهُ فِی الْکَبِیرِ، وَعَصَاهُ فِی الصَّغِیرِ، لَجَرَاتُهُ ]لَجُرأَتُه [عَلَى عَیْبِ النَّاسِ أَکْبَرُ!».

وهکذا أغلق الإمام (علیه السلام) جمیع الطرق على اُولئک الذین یقتفون عیوب الآخرین ویسلبهم أیة ذریعة بعد أن یذکرهم بکافة العواقب الوخیمة التی تترتب على شنائع أعمالهم، لیبتعدوا عن وساوس الشیاطین ویطلعهم على أهوائهم وقبح أفعالهم لیجسدها أمام أنظارهم.

 

القسم الأولالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma