نبذة عن شخصیة معاویة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
کیف وقعتم فی فخ العدوالقسم الثانی

إنّ الأعمال التی مارسها معاویة طیلة تاریخ حیاته ولا سیما فی مدّة حکومته لتکشف حقیقة واضحة لکل فرد منصف فی أنّه لم یفکر بارساء العدل بین المسلمین، ولم یکن یهمّ بنشر الإسلام، بل کان جلّ همّه ترسیخ دعائم حکومته المتزلزلة، ومن هنا فقد اعتمد کافة الأسالیب التی یلجأ إلیها جبابرة الدنیا من أجل ترسیخ حکوماتهم، وأبسط نموذج یمکن الإشارة إلیه فی هذا المجال إنّما یتمثل برفعه لقمیص عثمان فی الشام وذرف دموع التماسیح على الخلیفة المقتول ظلماً بهدف إثارة الناس للتمرد على أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام)وسفک دماء المسلمین، إلى جانب إغداق الرشاوی الضخمة على زعماء القبائل، بل حتى بعض قواد جیش الإمام علی (علیه السلام) وإیجاد الفرقة والخلاف بینهم وبین سائر الناس.

وکذلک توجیه الأراذل إلى مختلف نواحی البلاد الإسلامیة لنهب الثروات وإشاعة أجواء التوتر القلق. ولعل قضیة رفع المصاحف وحملها على أسنة الرماح تعدّ واحدة من تلک الأسالیب، فمعاویة لم یکن مستعداً لقبول حکم القرآن الکریم، کما لم یکن مهتماً بهذا الأمر، وکل ما یفکر فیه هو الحکومة، کما ذکر شرّاح نهج البلاغة أنّ معاویة قام بوجه أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) فی البدایة تحت شعار الطلب بدم عثمان، إلاّ أنّه لم یصطدم قط بقتلة عثمان بعد ظهوره علیهم، فقد کان یقول أحیاناً، ألست من قتلة عثمان؟ وأحیاناً أخرى کان یسکت، ویغدق علیهم العطاء (هذا ما نقله العقاد فی کتاب «معاویة» ونقل عبدالکریم الخطیب عن کتاب «علی بن أبی طالب(علیه السلام)» أنّ عائشة بنت عثمان طالبت معاویة بالقصاص من قتلة أبیها.

فأجابها معاویة: «لأنْ تَکُونِی إِبنَةُ عَمِّ أَمِیر المُؤمِنِینَ خَیرٌ مِنْ أَنْ تَکونِی امرأَةٌ مِنْ عَرضِ النّاسِ» مراده أنّ قضیة الطلب بَدِمِ عثمان قد انتهت، وکان الهدف منها الاستیلاء على حکومة وقد حصل هذا الأمر، ولعل المطالبة بدم عثمان تهدد کیاننا، وما علیک إلاّ الإکتفاء والقناعة بأنّک ابنة عمی، ابنة عم حاکم المسلمین طبعاً، یمکن التعرف على شخصیة معاویة من خلال مقربیه، فقد ذکر العقاد، أنّ عمرو بن العاص قال یوماً لمعاویة: «أتَرى أَننا خـالَفنـا عَلِیاً لِفَضلِنـا؟ لا وَاللهِ إِنْ هِی إِلاّ الدُّنیـا نَتَکَالَبُ عَلَیها»، أی ولم یکن الحدیث عن الإسلام والقرآن سوى الذریعة.

وذکر ابن الأثیر أن سعد بن أبی وقاص قال لمعاویة: «السَّلامُ عَلَیکَ أَیُّها المَلِک».

فقال معاویة: «لِمَ لَم تُسَلِّم عَلَیَّ بأمیر المؤمِنینَ».

فأجاب سعد قائلاً: «وَاللهِ إِنِّی مـا أُحِبُّ إِن وَلَّیتُها بِمـا وَلَّیتَهـا».

ومراده أنّک ولّیتها بالمکر والحیلة(1).


1. فی ضلال نهج البلاغة، للمرحوم محمد جواد مغنیة، ذیل الخطبة التی بحثها 2/222.

 

کیف وقعتم فی فخ العدوالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma