الدنیا غایة بصر الأعمى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الرابعالتعامل مع الدنیا

أورد الإمام (علیه السلام) فی هذا المقطع من الخطبة کما ذکر ذلک الشارح البحرانی عدّة نقاط لطیفة ورائعة رغم اقتضابها، وقد لفت الأنظار إلى الأصول التی تعد معالم حیاة الأفراد فقال: «وَإِنَّمَا الدُّنْیَا مُنْتَهَى بَصَرِ الاَْعْمَى». ثم أکمل ذلک بقوله: «لاَ یُبْصِرُ مِمَّا وَرَاءَهَا شَیْئاً، وَالْبَصِیرُ یَنْفُذُهَا بَصَرُهُ، وَیَعْلَمُ أَنَّ الدَّارَ وَرَاءَهَا».

نعم، فعبّاد الدنیا وبسبب حبّهم وشغفهم بزخارف الدنیا وزبرجها کالمحبوس فی سجن لا یرى سوى ما فی داخل السجن، فأمّا نظرهم ضعیف، أو هناک حجب تحیط بأطرافهم، أو کلاهما، وأمّا دعاة الحق فنظرهم ثابت ولا حجاب لهم، ومن هنا فهم یرون ببصیرتهم الثاقبة الدار الآخرة منزلهم الأبدی الخالد بکل وضوح فلیس لهم من هم سواها والحق إننا عرفنا الدنیا کما هى تبع ذلک الإیمان بالآخرة، وذلک لتعذر فهم الدنیا دون الآخرة، فهل خلق الخالق الحکیم کل ما فی هذا العالم الواسع لیعیش الإنسان هذه المدّة المعینة فیأکل ویشرب وینام ویصحو بالتالی یموت ویوارى جثمانه الثرى ویدع النسیان؟ والحال بدایة عمره کنهایته ممزوجة بالضعف والعجز، ووسطه الذی یمکن الاستفادة منه مشوب بأنواعه المشاکل المصائب والآلام والمعاناة؟ هل هناک حکیم یقوم بمثل هذا العمل الطائش؟ ولذلک صرّح القرآن الکریم: (یَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ عَنْ الاْخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)(1).

وقال فی النقطة الثانیة التی تمثل فی الواقع نتیجة بالنسبة للنقطة الأول: «فَالْبَصِیرُ مِنْهَا شَاخِصٌ، وَالاَْعْمَى إِلَیْهَا شَاخِصٌ».

وبناءاً على هذا فقد استعمل الشاخص بمعنیین وما یصطلح علیه بالجنس التام، المعنى الأول من مادة شخوص بمعنى الرحیل والمفارقة، والمعنى الثانی التطلع وتصویب العین نحو موضع والتخلف عن الحرکة، وکأن العین ترید مغادرة الحدقة، وللعبارة تفسیر آخر اقتصر على ذکره شرّاح نهج البلاغة وهو أنّ الشاخص هنا یعنی الراحل غایة ما فی الأمر تطلق حین یقال «منها شاخص»، کما یقال «إلیها شاخص» وهذا هو الفارق بین من کانت له بصیرة والأعمى، وقال فی النقطة الثالثة والأخیرة: «وَالْبَصِیرُ مِنْهَا مُتَزَوِّدٌ، وَالاَْعْمَى لَهَا مُتَزَوِّدٌ».

فهل البصیرة یتزودون من الدنیا للآخرة کما صرّح بذلک القرآن الکریم: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَیْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)(2)، بینما یتزود عمی القلوب من أجل العیش فی الدنیا، فهناک اختلاف تام بین المسیرین بتعین فقط بکلمة «منها» و«لها».


1. سورة الروم / 7.
2. سورة البقرة / 197.

 

القسم الرابعالتعامل مع الدنیا
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma