إصرارکم على البیعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الثانیالقاتل یطالب بالثأر

أشار الإمام (علیه السلام) فی هذا المقطع من الخطبة إلى مسألة البیعة فقال: «فَأَقْبَلْتُمْ إِلَیَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ(1) الْمَطَافِیلِ(2) عَلَى أَوْلاَدِهَا، تَقُولُونَ: الْبَیْعَةَ الْبَیْعَةَ! قَبَضْتُ کَفِّی فَبَسَطْتُمُوهَا، وَنَازَعَتْکُمْ یَدِی فَجَاذَبْتُمُوهَا».

فقد أشار الإمام (علیه السلام) فی الواقع إلى هذه الحقیقة وهى أنّ علیکم أن تقارنوا بی الزاعمین الطالبة بدم عثمان لیجعلوا ذلک ذریعة للوصول إلى الخلافة والحکومة وهم طلحة والزبیر، فهما لا یتورعان عن أیة حیلة وخدعة من أجل تحقیق أهدافهما، أمّا أنا فقد أریتکم منذ البدایة أنّی لا أطلب المقام، وأنتم الذین أصررتم علیَّ البیعة، ولأن قبلت بیعتکم فإنما ذلک بسبب القیام بالمسؤولیة التی تتمثل باجراء الحق وبسط العدل والقسط وإحیاء الإسلام فعبارات الإمام(علیه السلام)

تکشف مدى شوق الناس للبیعة، وفی ذات الوقت مدى زهد الإمام (علیه السلام) بها.

ثم إتّجه إلى الحق تبارک وتعالى فشکى إلى الله الظلمة الذین نقضوا العهد وجعلوا من إراقة دماء الأبریاء وسیلة لتحقیق أطماعهم وأغراضهم، ثم أخذ بالدعاء علیهم ولعنهم: «اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا قَطَعَانِی وَظَلَمَانِی، وَنَکَثَا بَیْعَتِی، وَأَلَّبَ(3) النَّاسَ عَلَیَّ».

ثم قال: «فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا، وَلاَ تُحْکِمْ لَهُمَا مَا أَبْرَمَا، وَأَرِهِمَا الْمَسَاءَةَ فِیَما أَمَّلاَ وَعَمِلاَ»، والتفت إلى الناس قائلاً: «وَلَقَدِ اسْتَثَبْتُهُمَ(4) قَبْلَ الْقِتَالِ، وَاسْتَأْنَیْتُ(5) بِهِمَا أَمَامَ الْوِقَاعِ(6)، فَغَمَطَ(7) النِّعْمَةَ، وَرَدَّا الْعَافِیَةَ»، لعل العبارة الأخیرة مواصلة شکوى الإمام (علیه السلام) لله سبحانه، ویمکن أن تکون خطاباً للناس،، یبدو المعنى الثانی أنسب، على کل حال فانّ هذه العبارات تبیّن مدى سعی الإمام (علیه السلام) لاجتناب الحرب وسفک الدماء وقد بذل قصارى جهده لوعظ أصحاب الجمل ومثیری الفتن علّهم یعودون إلى رشدهم وتثار حمیتهم الدینیة، فیعودا عن سبیل الغی، إلاّ أنّ حبّ الخلافة والجاه والمقام قد أعمى أبصارهم وأصم أسماعهم بحیث لم یعد لنصائح الإمام (علیه السلام) ومواعظه من تأثیر علیهم، بالتالی حلّت علیهم لعنة الإمام (علیه السلام) ففشلوا فی تحقیق أهدافهم، فانهزموا شرّ هزیمة وقتلوا بذلة وهوان.


1. «العوذ»: بضم العین جمع «عائذ» الإنسان أو الحیوان الذی یلد حدیثاً.
2. «المطافیل»: جمع «مطفل» على وزن مسلم ذات الطفل من الإنسان والوحش، وعلیه فالعوذ والمطافیل قریبة المعنى وهما هنا للتأکید.
3. «ألبا»: من مادة «تألیب» بمعنى الافساد وإثارة الناس.
4. «استثبت»: من مادة «ثوب» على وزن صوم بمعنى رجوع الرمیض إلى العافیة ومفهوم العبارة أنی أردت من طلحة والزبیر الرجوع عن انحرافهما.
5. «استأنیت»: من مادة «أناة» على وزن قناة بمعنى الصبر والانتظار ومفهوم الجملة أنّی کنت أنتظر تأثیر اقتراحی علیهما فیعودا إلى رشدهما ویسلکا سبیل العافیة والسلامة، لکن من المؤسف...
6. «وقاع»: بمعنى الحرب وتستعمل هذه المفردة أحیاناً بمعنى المصدر وأخرى الجمع «وقیعة».
7. «غمطا»: من مادة «غمط» على وزن غصب بمعنى استصغار الشیء وکفران النعمة والعبارة المذکورة إشارة إلى أنّ طلحة والزبیر استخفا بما منحتهم من فرصة وکفرا بالنعمة.

 

القسم الثانیالقاتل یطالب بالثأر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma