2 ـ جانب من جنایات الخوارج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
1 ـ الخوارج وتکفیر أهل الذنوبالقسم الثانی

إنّ أدنى مطالعة لجانب من التاریخ المظلم للخوارج تکفی لأن نقف على مدى فضاعة الفئة التی وقفت بوجه أمیر المؤمنین علی (علیه السلام)، والأسباب التی عاقت برامجه (علیه السلام) فی النهوض بالاُمّة، فلیست هنالک فئة تشبه الخوارج شهدها التاریخ، فهى فئة متعصبة عاشت جمیع التناقضات ویسفکون الدماء بکل بساطة ولا یرحمون کبیراً ولا صغیراً حتى الجنین فی بطن اُمّه، کما وصفهم أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی هذه الخطبة حیث وضعوا سیوفهم على عواتقهم فیریقون دم من یریدون، ولم یأمن أحد فی منطق حکومتهم التی لم تدم طولاً لحسن الحظ، وکأنّهم یرون أنفسهم المالکین والناس عبید فلهم أن یفعلوا بهم ما یشاؤون من قتل وتعذیب وتشرید.

قال ابن أبی الحدید فی شرحه لنهج البلاغة: حین مضى الخوارج إلى النهروان أصابوا فی طریقهم مسلماً ونصرنیاً، فقتلوا المسلم لأنّه عندهم کافر، إذ کان على خلاف معتقدهم، واستوصوا بالنصرانی، قالوا: احفظوا ذمّة نبیّکم، ونحو ذلک أنّ واصل بن عطاء (وهو من مشاهیر علماء عصره) أقبل فی رفقة فأحسوا بالخوارج، فقال واصل لأهل الرفقة: إنّ هذا لیس من شأنکم فاعتزلوا ودعونی وإیّاهم، فقالوا: شأنک، فخرج إلیهم، فقالوا: ما أنت وأصحابک؟ فقال: قوم مشرکون مستجیرون بکم، لیسمعوا کلام الله، ویفهموا حدوده، قالوا:

قد أجرناکم، قال واصل: فعلمونا، فجعلوا یعلمونهم أحکامهم، ویقول واصل: قد قبلت أنا ومن معی، قالوا: فمضوا مصاحبین فقد صرتم إخواننا.

فقال: بل تبلغوننا مأمننا لأنّ الله تعالى یقول: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجَارَکَ فَأَجِرْهُ حَتَّى یَسْمَعَ کَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ یَعْلَمُونَ)(1).

فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قالوا: ذاک لکم، فساورا معهم بجمعهم حتى أبلغهم المأمن(2).

ومعروفة هى قصة قتلهم صحابی النبی (صلى الله علیه وآله) المعروف: عبدالله بن خباب وقتلهم لإمرأته وهى حامل، وقد عرضنا لشرح ذلک سابقاً، وهذا غیض من فیض جرائم الخوارج، هذا فی الوقت الذی إذا قتل أحدهم خنزیراً، واعترضوا علیه على وأن ذلک فساد فی الأرض وأنکروا قتل الخنزیر(3)، یبدو أنّ الجهل والتعصب والعجب هى العوامل الأصلیة لظهور هذه الفئة السفّاکة التی لا تتورع عن إرتکاب أیة جریمة وجنایة، أو لیس جزاء هؤلاء تلک الحملات المتتالیة التی شنها علیهم جیش الإمام علی (علیه السلام) بعد إتمام الحجّة وتوبة المخدوعین منهم، لکی لا تبقى لهم من باقیة، کما حدث فی النهروان؟!


1. سورة التوبة / 6.
2. سرح ابن أبی الحدید 2/279 ـ 281.
3. انظر نفحات الولایة 2/377.

 

3 ـ الردّ على سؤال

تصدى الإمام (علیه السلام) فی الخطبة المذکورة للردّ على الخوارج الذین یقولون بکفر من إرتکب الکبیرة، فی أنّ ذلک خلاف سیرة رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی إقامته للحدود على مرتکبی الکبائر، وفی الموارد التی تتطلب إعدام صاحبها من قبیل قصاص القاتل، فقد کان یحکم بقتلهم ویورثهم أهلهم من المسلمین.

هذا فی الوقت الذی نعتقد فیه على ضوء مذهبنا بأنّ المسلم لا یرث الکفّار وعلیه فان إیصال إرثهم إلى وارثهم المسلمین لیس دلیلاً على نفی کفرهم، وللإجابة على هذا السؤال لابدّ من القول بأنّ الإمام (علیه السلام) أورد هذا الکلام طبق مذهب أغلب العامّة والخوارج الذین یعتقدون بعدم إرث الکافر للمسلم ولا المسلم من الکافر، وبناءاً على هذا فقد استدلّ على ضوء مسلمات مذهبهم، أمّا مذهب أهل البیت(علیهم السلام)الکافر لا یرث المسلم بینما یرث المسلم الکافر، للروایة الواردة عن أهل البیت(علیهم السلام): «إِنَّ الإِسلامَ لَم یَزد المسُلِمَ إلاّ عِزَّاً فِی حَقِّهِ»(1).


1. وسائل الشیعة 17/377.

 

1 ـ الخوارج وتکفیر أهل الذنوبالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma