«أَیْنَ الْقَوْمُ الَّذِینَ دُعُوا إِلَى الاِْسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ، وَقَرَءُوا الْقُرْآنَ فَأَحْکَمُوهُ، وَهِیجُوا إِلَى الْجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اللِّقَاحِ إِلَى أَوْلاَدِهَا، وَسَلَبُوا السُّیُوفَ أَغْمَادَهَا، وَأَخَذُوا بِأَطْرَافِ الاَْرْضِ زَحْفاً زَحْفاً، وَصَفَّاً صَفّاً. بَعْضٌ هَلَکَ، وَبَعْضٌ نَجَا. لاَ یُبَشَّرُونَ بِالاَْحْیَاءِ، وَلاَ یُعَزَّوْنَ عَنِ الْمَوْتَى ]القتلى[. مُرْهُ الْعُیُونِ مِنَ الْبُکَاءِ، خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّیَامِ، ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ، صُفْرُ الاَْلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ. عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِینَ. أُولئِکَ إِخْوَانِی الذَّاهِبُونَ. فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَیْهِمْ، وَنَعَضَّ الاَْیْدِیَ عَلَى فِرَاقِهِمْ».