3 ـ کیف نبحث عن سعادة الآخرة فی الدنیا؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
2 ـ الدنیا وآراء الناسالخطبة 115

ربّما یطلب الإنسان الدنیا من أجل إشباع أهوائه ورغباته إلى جانب الامتیاز على الآخرین واستغلالهم واستعمارهم، کما قد یطلبها بهدف الحصول على الرفاه المتوازن، وأحیاناً ینشدها بغیة وفرة الإمکانات لخدمة الآخرین، أخیراً قد یریدها لترسیخ دعائم اقتصاد المجتمع الإسلامی وتحقیق مجده وعظمته ورفعته وإبعاده عن کافة أشکال التبعیة للآخرین، ومن البدیهی أنّ هذه الأهداف تتفاوت فیما بینها تفاوتاً تاماً.

فعلى ضوء الهدف الأول یتصف بأبشع الصفات الرذیلة، والثانی یتّجه نحو الأهداف المباحة والاستفادة من النعم الإلهیّة، والثالث یمارس أرفع عبادة وأخیراً الرابع یسدی أعظم الخدمات الإنسانیة والإسلامیة، وکل ما ورد من ذمّ فی هذه الخطبة وسائر الأخبار والروایات عن أئمة العصمة (علیه السلام) وکذلک القرآن الکریم إنّما یشیر فی والواقع إلى الطائفة الأولى من الناس وهو الموصوف برأس کل خطیئة ومصدر جمیع الذنوب، ولا عاقبة له سوى جهنّم وبئس المصیر.

ومن هنا فلا ینبغی تفسیر ذمّ الدنیا والمتکالبین علیها بأنّ الإسلام یرتضی للمجتمع حالة الفقر والحرمان ویوصی بذلک، قد ورد هذا المضمون فی الروایات الإسلامیة، فقد قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن عَبدَ الدِّینار والدّرهم»(1).

وقال المرحوم الشیخ الصدوق فی تفسیر هذا الحدیث: «یعنی به من یمنع زکاة ماله ویبخل بمواساة إخوانه، فیکون قد آثر عبادة الدینار والدرهم على عبادة خالقه»(2).

وجاء فی الخبر أنّ علیاً (علیه السلام) یفخر برفاه أهل الکوفة خلال مدّة حکومته رغم ما هو علیه من الزهد والعزوف عن الدنیا فقال: «مـا أَصبَحَ بِالکُوفَةِ أَحَدٌ إلاّ نـاعِماً، إِنَّ أَدنـاهُم مَنزِلَةً لَیَأکُلُ البُّرَ وَیَجلِسُ فِی الظِّلِّ وَیَشرَبُ مِن مـاءِ الفُراتِ»(3)


1. بحار الانوار 7/140.
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق 40/327.

 

2 ـ الدنیا وآراء الناسالخطبة 115
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma