نعلم أنّ عمر حین أشرف على الموت عهد بتشکیل الشورى المؤلفة من ستة أفراد لتعیین الخلیفة، کان أحدهم علیاً (علیه السلام) وعثمان، وکان إختیار الأفراد قد جرى وفق تخطیط وسیاسة، وکان الهدف واضحاً منذ البدایة فی إقصاء علی (علیه السلام) وتسلم عثمان لزمام الأمور بصفته الخلیفة السابق، بل بصفته منتخب شورى کبار المسلمین وقد مضى شرح ذلک فی الخطبة الشقشقیة(1).
أمّا الإمام علی (علیه السلام) الذی کان ینظر لما هو أبعد من الشورى فقد خطب هذه الخطبة لیحذر أصحاب الشورى، وقد ذکر المرحوم السید الرضی جانب منها.
«لَنْ یُسْرِعَ أَحَدٌ قَبْلِی إِلَى دَعْوَةِ حَقٍّ، وَصِلَةِ رَحِم، وَعَائِدَةِ کَرَم. فَاسْمَعُوا قَوْلِی، وَعُوا مَنْطِقِی; عَسَى أَنْ تَرَوْا هذَا الاَْمْرَ مِنْ بَعْدِ هذَا الْیَوْمِ تُنْتَضَى فِیهِ السُّیُوفُ، وَتُخَانُ فِیهِ الْعُهُودُ، حَتَّى یَکُونَ بَعْضُکُمْ أَئِمَّةً لاَِهْلِ الضَّلاَلَةِ، وَشِیعَةً لاَِهْلِ الْجَهَالَةِ».