فتنة المغول

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
نبوءة أخرى القسم الثالث

المغول فرع من الترک الذین عاشوا فی آسیا المرکزیة والشرقیة فی حدود الصین وهم طوائف مختلفة، طائفة منهم التاتار، وکانوا یأتمرون عادة بأوامر سلاطین الصین، وکان والد جنکیز أول من نهض من هذه الطائفة وإدّعى الاستقلال، وحین خلف جنکیز أباه 600 هـ سعى للسیطرة على الأقوام المختلفة لتلک المنطقة حیث أراد الرئاسة العامّة لنفسه واستولى على قسم واسع من الصین وسیطر على عاصمتها بکین.

أمّا السلطان محمود خوارزم شاه الذی کان یحکم أکثر الشرط الأوسط وآسیا المرکزیة، فقد عقد الهدنة بادىء الأمر مع جنکیز، ولکن لم تمض مدّة حتى نشبت بینهما عداوة فقتل رسل جنکیز، فما کان من جنکیز وبدافع الانتقام إلاّ أن هجم على ایران وسائر المناطق الخاضعة لنفوذ خوارزمشاه.

أمّا ابن أبی الحدید الذی عاش فی ذلک الزمان وقد شهد تلک الأحداث حسب قوله کما سمع بعضها الآخر، فقد أفرد 25 صفحة فی شرحه لنهج البلاغة وتطرق فیها بالتفصیل إلى حملة المغول على المناطق الإسلامیة وقال: واعلم أنّ هذا الغیب الذی أخبر به الإمام (علیه السلام) قد رأیناه نحن عیاناً، ووقع فی زماننا، وإلیک الآن جانب ممّا أورده ابن أبی الحدید بهذا الشأن:

هم التاتار الذین خرجوا من أقاصی المشرق حتى وردت خیلهم العراق والشام، وقد فعلوا بالقوقاز وبلاد ما رواء النهر وبخراسان وما والاها من بلاد ما لم تحتو التواریخ منذ خلق
الله تعالى آدم (علیه السلام) إلى عصرنا هذا على مثله، رئیسهم هو جنکیز الذی کان شجاعاً عاقلاً موفقاً منصوراً فی الحرب، کما کان عسکره من الأفراد الشجعان وکانوا یعیشون بصورة شبه وحشیة وأنّهم من أصبر الناس على القتال، لا یعرفون الفرار ویعلمون ما یحتاجون إلى من السلاح بأیدیهم، وأنّ خیلهم لا تحتاج إلى الشعیر، بل تأکل نبات الأرض وعروق المراعی، وأنّ عندهم من الخیل والبقر ما لا یحصى، وأنّهم یأکلون المیتة والکلاب والخنازیر وهم أصبر خلق الله سبحانه على الجوع والعطش والشقاء، وثیابهم أخشن الثیاب مسّاً، ومنهم من یلبس جلود الکلاب والدواب والمیتة، وأنّهم أشبه شیء بالوحش والسباع، کانوا یقتلون کل من یرونه من الرجال ویغنمون الأموال ویحرقون المدن ویسبون النساء الأطفال، لقد دخلوا من شرق ایران وأشاعوا الخوف والرعب بحیث لم یفکر أحد فی مواجهتهم، ومن قاومهم استسلم أخیراً لهم، وأحیاناً کانت تفتح لهم أبواب المدن بعد أن یعطیهم التاتار الأمان حین یطلبونه، ولکنّهم کانوا ینقضون عهدهم ویقتلون أهالی المدن ویسبون النساء والأطفال ویعذبون الناس بأنواع العذاب فی طلب المال.. ومن العجیب فی هذ الأحداث أنّهم وصلوا إلى إصفهان بعد أن سیطروا على المدن الإیرانیة، فحصلت بین الفریقین مقتلة عظیمة، ولم یبلغوا منها غرضاً حتى اختلف أهل إصفهان فی سنة ثلاث وثلاثین وستمائة وهم طائفتان: حنفیة وشافعیة، وبینهم حروب متصلة وعصبیة ظاهرة، فخرج قوم من أصحاب الشافعی إلى ما یجاروهم ویتاخمهم من ممالک التتار، فقالوا لهم: اقصدوا البلد حتى نسلمه إلیکم، وفتحت أبواب المدینة فلما دخلوا البلد بدؤا بالشافعیة فقتلوهم قتلاً ذریعاً، ولم یقفوا مع العهد الذی عهدوه لهم، ثم قتلوا الحنفیة، ثم قتلوا سائرالناس وسبوا النساء وشقوا بطون الحبالى ونهبوا الأموال وصادروا الأغنیاء، ثم أضرموا النار، فأحرقوا إصفهان حتى صارت تلولاً من الرماد.

ثم ساروا إلى بلاد العرب فهجموا على بغداد فتصدى لهم عسکر بغداد وثبت أحسن ثبوت ورشقوهم بالسهام، وبعد مدّة توفی جنکیز وخلفه حفیده هولاکو الذی تمکن من السیطرة على بغداد بعد أن قتل آخر خلفاء العباسیین المستعصم بالله وقد أنهى حکومتهم بذلک.

وبقی المغول فی إیران والبلدان الإسلامیة وقد فقدوا ما طبعوا علیه من وحشیة بالتدریج وتأثروا بالثقافة الإسلامیه، وأسلم هولاکو حتى تشیع السلطان محمد خدابنده أحد سلاطین المغول(1).


1. شرح نهج البلاغة ابن أبی الحدید 8/218 ـ 252، وقاموس دهخدا مفرد المغول.

 

نبوءة أخرى القسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma