تحدّث الإمام (علیه السلام) فی المقطع الأول من هذه الخطبة عن طلحة والزبیر واللذان قد إتحدا فی الظاهر واتفقا على قتال علی (علیه السلام) فی الجمل، فقد کشف الإمام (علیه السلام) اللثام عن جانب من أسرارها فقا إنّهما وإن اتحدا ظاهریاً، إلاّ أنّ ذلک الاتحاد مرحلی ومؤقت، فان تسلّط أحدهما أسقط الآخر، وأشار (علیه السلام) فی المقطع الثانی إلى فتنة البصرة وأصحاب الجمل، وقد دعى الناس للعمل على إخماد نار هذه الفتنة، کما حذر فی الختام من ضرورة مراقبة التحرکات المشبوهة لناقضی المواثیق (طلحة والزبیر وأعوانهما).
«کُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا یَرْجُو الاَْمْرَ لَهُ، وَیَعْطِفُهُ عَلَیْهِ، دُونَ صَاحِبِهِ، لاَ یَمُتَّانِ إِلَى اللّهِ بِحَبْل، وَلاَیَمُدَّانِ إِلَیْهِ بِسَبَب. کُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ، وَعَمَّا قَلِیل یُکْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ! وَاللّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِی یُرِیدُونَ لَیَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا، وَلَیَأْتِیَنَّ هذَا عَلَى هذَا. قَدْ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ، فَأَیْنَ الُْمحْتَسِبُونَ! فَقَدْ سُنَّتْ لَهُمُ السُّنَنُ،وَقُدِّمَ لَهُمُ الْخَبَرُ. وَلِکُلِّ ضَلَّة عِلَّةٌ، وَلِکُلِّ نَاکِث شُبْهَةٌ. وَاللّهِ لاَ أَکُونُ کَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ، یَسْمَعُ النَّاعِیَ وَیَحْضُرُ الْبَاکِیَ، ثُمَّ لاَ یَعْتَبِرُ!».