یبدو أنّ هذا الکلام مواصلة للخطبة السابقة، فقد ورد الحدیث فی الخطبة السابقة عن نهی الناس عن الغیبة، وجرى الکلام هنا فی النهی عن سماع الغیبة، کما أکد (علیه السلام) عدم تصدیق کل ما یصدر من الشخص بهدف حفظ شخصیة الآخرین، فالخطأ جائز حتى على الصادقین.
وإختتم (علیه السلام) الخطبة بوصیّة الجمیع بعدم تصدیق الشیء ما لم یره، فما أکثر الخطأ واللبس فی السماع.
«أَیُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِیهِ وَثِیقَةَ دِین وَسَدَادَ طَرِیق، فَلاَ یَسْمَعَنَّ فِیهِ أَقَاوِیلَ الرِّجَالِ. أَمَا إِنَّهُ قَدْ یَرْمِی الرَّامِی، وَتُخْطِئُ السِّهَامُ، وَیُحِیلُ ]یُحیک [الْکَلاَمُ، وَبَاطِلُ ذلِکَ یَبُورُ، وَاللّهُ سَمِیعٌ وَشَهِیدٌ. أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ إِلاَّ أَرْبَعُ أَصَابِعَ.
فَسُئِل،(علیه السلام)، عَن مَعْنى قولِهِ هذَا، فجمع أَصابِعَهُ وَوَضعهَا بین أُذُنِهِ وَعَیْنِهِ ثمَّ قَالَ: الْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ: سَمِعْتُ، وَالْحَقُّ أَنْ تَقُولَ: رَأَیْتُ!».