کما ذکر فی سند هذه الخطبة فقد صرّح بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ الإمام (علیه السلام) أورد هذا الکلام بعد معرکة الجمل، حیث کان أصحاب الإمام (علیه السلام) وحدة واحدة وصفوف متراصة مطیعة لأوامره وتوجیهاته فحققوا نصراً سریعاً باهراً بعد أن قضوا بکل شجاعة وبسالة على فلول العدو وأخمدوا نار الفتنة.
فققد أثنى الإمام (علیه السلام) علیهم بهذه العبارات البلیغة القصیرة، ثم أوصاهم بمواصلة السیر على هذا النهج، وأخیراً إختتم خطبته بإشارة عابرة إلى مقام ولایته
«أَنْتُمُ الاَْنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ، وَالاِْخْوَانُ فِی الدِّینِ، وَالْجُنَنُ یَوْمَ الْبَأْسِ، وَالْبِطَانَةُ دُونَ النَّاسِ. بِکُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وَأَرْجُو طَاعَةَ الْمُقْبِلِ. فَأَعِینُونِی بِمُنَاصَحَة خَلِیَّة مِنَ الْغِشِّ، سَلِیمَة مِنَ الرَّیْبِ. فَواللّهِ إِنِّی لاََوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ!».