انقیاد ما فی الدنیا لله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الأولاسجام الآیات والروایات

خاض الإمام (علیه السلام) فی هذا المقطع فی بیان طائفة من أوصاف الله تبارک وتعالى، وأشار بخمس عبارات إلى أمور دقیقة بهذا الشأن فقال: «وَانْقَادَتْ لَهُ الدُّنْیَا وَالاْخِرَةُ بِأَزِمَّتِهَ(1)».

فالواقع هو أنّ الإمام (علیه السلام) شبّه الدنیا والآخرة بالحیوانات السلسة والمروضة التی أسلمت زمامها فیقودها حیث یشاء، ثم قال (علیه السلام) فی العبارة الثانیة مؤکّداً ذات المعنى السابق بصیغة أخرى: «وَقَذَفَتْ إِلَیْهِ السَّموَاتُ وَالاَْرَضُونَ مَقَالِیدَهَ(2)»، فهو یفتح ما یشاء ویغلق ما یشاء ویفعل کل ذلک على أساس الحکمة، وأشار فی العبارة الثالثة إلى سجود الأشجار والناضرة لذاته المقدّسة وقال (علیه السلام): «وَسَجَدَتْ لَهُ بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ(3) الاَْشْجَارُ النَّاضِرَةُ».

صبعاً الترکیز على الأشجار الناضرة لا یعنی الحصر، بل نموذج من أجمل الکائنات الحیة لعالم الخلیقة، کما یشیر الغدو والآصال إلى جمیع الأوقات، کقولنا إنا فی خدمة نشر المبادىء الإسلامیة لیل ونهار، أی فی جمیع الأحوال والأوقات، ومن هنا أطلق القرآن الکریم القول: (والنَّجمِ والشَّجَرِ یَسجُدَانِ)(4)، کما یحتمل أن تکون آثار الله وعظمته أوضح فی الأشجار حین شروق الشمس وغروبها أکثر من أی زمان، ویمکن أن یکون هذا السجود بلسان الحال، لأنّ نظامها الدقیق یعکس علم خالقها وقدرته المطلقة، کما یمکن أن یکون بلسان القال، وبناءاً على تمتع کافة ذرات کائنات العالم بالعلم والشعور وتسبیحها لله سبحانه عن علم وسجودها له.

وقال (علیه السلام) فی العبارة الرابعة: «وَقَدَحَتْ(5) لَهُ مِنْ قُضْبَانِهَ(6) النِّیرَانَ الْمُضِیئَةَ».

وهذا من عجائب القدرة الإلهیّة بأن یخلق مادة بین الماء والتراب تکون مرکزاً للنور والضوء، وذلک الضوء الذی تحل من خلاله أغلب مشاکل الإنسان.

ثم قال (علیه السلام): «وَآتَتْ أُکُلَهَا بِکَلِمَاتِهِ الِّثمَارُ الْیَانِعَةُ(7)».


1. «أزمة»: جمع زمام اللجام.
2. «مقالید»: قال أغلب أرباب اللغة مقلید وقال البعض الآخر جمع مقلاد بمعنى مفتاح، وقال صاحب «لسان العرب» أنّ أصلها فارسی کلید الذی یعنی المفتاح، کما قال صاحب «لسان العرب» تأتی أحیاناً بمعنى الخزائن إلاّ أنّ المعنى الأول أنسب وأکثر إنسجاماً مع العبارة أزمة فی الجملة السابقة وقذفت فی هذه الجملة.
3. «غدو»: جمع «غدوة» بمعنى الصباح، و«الآصال» جمع أصل على وزن رسل وهى جمع من مادة أصل بمعنى العصر وآخر النهار واعتبر بعض أرباب اللغة الآصال والأصل جمع أصیل.
4. سورة الرحمن / 6.
5. «قدحت»: من مادة «قدح» على وزن مدح بمعنى ضرب الحجر بالسندان لتولید شعلة النار والتی کانت شائدة سابقاً، ثم وردت بمعنى اشتعلت.
6. «قضبان»: جمع قضیب بمعنى عضن الشجرة وقضب على وزن نبظ بمعنى الفاکهة.
7. «یانعة»: من مادة «ینع» على وزن منع بمعنى نضج الفاکهة.

 

القسم الأولاسجام الآیات والروایات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma