2 ـ حوار الإمام (علیه السلام) مع الخوارج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
1 ـ عهد صفینالخطبة 126

روی أنّ أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) أرسل عبدالله بن عباس إلى الخوارج وکان بمرآى منهم ومسمع لیسألهم ما الذی نقموا علیه؟ فقالوا فی الجواب: نقمنا یابن عباس على صاحبک خصالاً کلها موبقة مکفرة تدعو إلى النار:

أمّا أولها: فانّه محى اسمه من إمرة المؤمنین، ثم کتب بینه وبین معاویة فإذا لم یکن أمیر المؤمنین فنحن المؤمنون فلسنا نرضى أن یکون أمیرنا.

وأمّا الثانیة: فانّه شک فی نفسه حین قال للحکمین: انظر فانّ کان معاویه أحق بها فأثبتاه، وإن کنت أولى بها فأثبتانی، فاذا هو شک فی نفسه، فنحن فیه أشدّ شکاً.

والثالثة: أنّه جعل الحکم إلى غیره وقد کان عندنا أحکم الناس.

الرابعة: أنّه حکّم الرجال فی دین الله ولم یکن ذلک إلیه.

الخامسة: أنّه قسم بیننا الکراع والسلاح یوم البصرة ومنعنا النساء والذریة.

السادسة: أنّه کان وصیّاً فضیّع الوصیّة.

قال ابن عباس: قد سمعت یا أمیر المؤمنین مقالة القوم فأنت أحق بجوابهم. فقال (علیه السلام): نعم، ثم قال له: قل لهم بابن عباس أترضون حکم الله ورسوله؟ فقالوا: بلى، ثم قال: أمّا الاُولى فقد کتبت عهد الصلح یوم الحدیبیة «بسم الله الرحمن الرحیم هذا ما اصطلح علیه رسول الله وأبوسفیان وسهیل بن عمرو» فقال سهیل: إنا لا نعرف الرحمن الرحیم أولاً، وثانیاً ولا نقرّ أنّک رسول الله، وثالثاً ولکنّا نحسب ذلک شرفاً لک أن تقدّم اسمک قبل أسمائنا، .إن کنّا أسن منک، فأمرنی رسول الله (صلى الله علیه وآله) أن أکتب بدلاً من «بسم الله الرحمن الرحیم» «بسمک اللهم» وبدلاً من «رسول الله» «محمد بن عبدالله»، ثم قال لی: إنّک تدعی إلى مثلها فتجیب وأنت مکره، وهکذا کتبت بینی وبین معاویة وعمرو بن العاص، فقال الخوارج: هذه لک خرجت منها.

وأمّا الثانیة إنّی شککت فی نفسی حیث قلت للحکمین: انظروا فان کان معاویة أحق بها منی فأثبتاه، فان ذلک لم یکن شکا منّی فقد قال القرآن: (وَإِنَّا أَوْ إِیَّاکُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِی ضَلاَل مُبِین)(1).

ولم یکن ذلک شکاً وقد علم الله أنّ نبیّه على الحق، فقالوا: وهذا لک، وأمّا قولکم أنّی جعلت الحکم إلى غیری وقد کنت عندکم أحکم الناس، فهذا رسول الله (صلى الله علیه وآله) قد جعل الحکم إلى سعد یوم بنی قریظة وقد کان أحکم الناس، وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللهَ وَالْیَوْمَ الاْخِرَ وَذَکَرَ اللهَ کَثِیر)(2)، قالوا: وهذه لک بحجتنا، قال وأمّا قولکم إنّی حکمت فی دین الله الرجال، فما حکّمت الرجال ولکن حکّمت کلام ربّی فقال فی الصید عند الاحرام: (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْکُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ یَحْکُمُ بِهِ ذَوَا عَدْل مِنْکُمْ)(3)، فدماء المسلمین أعظم من دم طائر، قالوا: وهذه لک، قال وأمّا قولکم: إنّی قسمت یوم البصرة الکراع والسلاح ومنعتکم النساء والذریة، فانی مننت على أهل البصرة کما منّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) على أهل مکة، وبعد فأیّکم کان یأخذ عائشة فی سهمه، قالوا: وهذه لک بحجتنا قال وأمّا قولکم إنّی کنت وصیّاً فضیّعت الوصیّة، فأنتم کفرتم وقدّمتم علیَّ وأزلتم الأمر عنّی... قالوا: وهذا لک وإثر ذلک رجع بعضهم وبقی منه أربعة آلاف فقاتلهم فقتلهم.(4)


1. سورة سبأ / 24.
2. سورة الأحزاب / 21.
3. سورة المائدة / 90.
4. الاحتجاج للطبری 1/442، (یتصرف ونقل بالمعنى) ووردت فی مناقب ابن المغازلی /406 مع اضافة، وبحار الانوار 33/377 مع اختلاف.

 

1 ـ عهد صفینالخطبة 126
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma