کما ورد فی بدایة هذه الخطبة، فهى تتألف فی الواقع من ثلاثة أقسام مرتبطة مع بعضها تماماً، الأول ذم الإمام (علیه السلام) القوى الجاهزة التی ینبغی لها أن تنشط فی إقامة الحق والعدل، لکنّها عاشت الضعف والجز بفعل الاختلاف وعدم توظیف العقل والفکر، ثم أشار إلى أهداف ودوافع حکومة العدل الإسلامیة والإنسانیة، بینما ذکر آخر الخطبة الأرکان الأصلیة لمواصفات حکّام العدل، طبعاً إن کانت القوى المؤمنة والمتحدة من جانب، والأهداف والدوافع المقدّسة والوالی الذی یتحلى بالصفات الست المذکورة من جانب آخر، فانّ ذلک سیؤدّی إلى قیام حکومة من شأنها حفظ الأمن والاستقرار وإحیاء القیم الإنسانیة، وبالعکس لو:
حل البخل بدل الکرم.
والجهل بدل العلم.
والعنف بدل الرأفة والرحمة.
وخاض الحکّام فی البذخ ونهب الأموال والثروات والتمییز والظلم والجور، وتسللت الرشوة إلى الجهاز القضائی، وعطلت السنن الحسنة، فتتأسس حکومة فاسدة ینعدم فیها الدین کما تزول فیها الدنیا... ویا له من درس وعبرة لحکّام الحق. —–