شکر القدرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم اولالشهادة عرس الأبطال

یشتمل هذا الکلام ـ سواء أورده الإمام (علیه السلام) على أعتاب معرکة الصفین کما ورد آنفاً أو حسبما صرّح به بعض المحققین على هامش معرکة الجمل بعد ضجة معسکر عائشة، أو فی المعرکتین وذلک لأنّه یتناسب مع کل مهما ـ على نقاط مهمّة وردت ثلاث منها فی هذا القسم من الخطبة:

الأولى: لزوم التنسیق بین أفراد الجیش بحیث یتولى الأقویاء الدفاع عن الضعفاء للحدّ من جسامة الخسائر، فقد قال (علیه السلام): «وَأَیُّ امْرِىً مِنْکُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رَبَاطَةَ(1) جَأْش عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَرَأَى مِنْ أَحَد مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً، فَلْیَذُبَّ عَنْ أَخِیهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ(2) الَّتِی فُضِّلَ بِهَا عَلَیْهِ کَمَا یَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ».

ثم أضاف (علیه السلام): «فَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ».

فان وهبه القوّة والصلابة فقد وجب علیه الشکر، والمراد أنّ أفعال الله وإن استندت إلى الحکمة جمیعاً، مع ذلک فمن تمتع بنعم کثیرة وجب علیه الشکر بافاضتها على الآخرین لیؤدّی بذلک الشکر العملی للنعمة.

والثانیة: لو لم یکن هناک من تنسیق بین العسکر فانّ ذلک یؤدّی إلى إحباط الجمیع، وذلک لأنّ العدو إنّما یهجم على الجانب الذی یشعر بضعفه، فانّ اخترقه وقضى علیه، إلتفّ لیحاصر باقی العسکر، وعلیه وإضافة لمسألة الشکر فانّ فنون القتال وسیاسة المعرکة تتطلب من الأجنحة القویة من العسکر شد ظهور الأجنحة الضعیفة وعدم التوانی فی الدفاع عنها، بحیث لا تسدد إلیها ضربات العدو، ولا سیّما إذا استطاع العدو أن یشلّ حرکة طائفة من الجیش، فانّه سیتمکن من تحطیم معنویات الجمیع.

ثم إتجه الإمام (علیه السلام) صوب نقطة مهمّة أخرى وهى ضرورة ألا یتصور أحد أنّه یستطیع الفرار من مخالف الموت، فهو یدرک المقیم والمنتظر والهارب: «إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِیثٌ لاَ یَفُوتُهُ الْمُقِیمُ، وَلاَ یُعْجِزُهُ الْهَارِبُ».

وهنا یطرح هذا السؤال نفسه: الموت على نوعین: موت حتمی، وموت معلّق أو مشروط، والذی لا یمکن تغییره هو الموت الحتمی، أمّا الموت المشروط، فهو قابل للتغییر على ضوء تغیر الظروف والشرائط، ولعل الموت فی ساحة القتال لیس من الموت الحتمی فکیف إستدل الإمام (علیه السلام) بهذه المسألة وقال بشأن الموت لا یفوته المقیم ولا یعجزه الهارب.

ویمکن الإجابة عن هذا السؤال بوجهین:

الأول: هو أنّ الإمام (علیه السلام) ناظر للموت الحتمی فقط سواء فی ساحة القتال أو غیر ساحة القتال فلا یمکن إجتنابه.

والثانی: على فرض أنّ الإنسان یستطیع الهروب من مخالب الموت المشروط أو المعلّق، ولکن ما جدوى ذلک؟ فالموت الحتمی بالتالی سیدرک جمیع الأفراد دون استثناء، فلا ینبغی للإنسان أن یستسلم للظلمة فی مقابل البقاء عدّة أیّام(3).

ثم أشار الإمام (علیه السلام) إلى نقطة مهمّة وقیّمة فقال: «إِنَّ أَکْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ! وَالَّذِی نَفْسُ ابْنِ أَبِی طَالِب بِیَدِهِ، لاََلْفُ ضَرْبَة بِالسَّیْفِ أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ مِیتَة(4) عَلَى الْفِرَاشِ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللّهِ!».

فالعبارة تفید عظمة مقام الشهداء إلى درجة أنّ الإمام (علیه السلام) یعرب عن إستعداده لتحمل ألف ضربة بالسیف یؤثرها على میتة الفراش الطبیعیة، وهذا هو لسان حال أو قال جمیع المؤمنین المخلصین والشجعان الذین یعشقون طریق الحق، طبعاً لا تعنی العبارة أنّی لا أشعر بألم ضربات السیف ـ کما ذهب إلى لذلک بعض شرّاح نهج البلاغة ـ بل المراد أنّ الأولى بالإنسان من حیث الجانب المعنوی أن یفتح صدره لتحمل أقسى الضربات بدلاً من الموت الطبیعی على الفراش، لأنّ وسام الشهادة یجعل الإنسان یتحمل الألم والمعاناة، ولا ننسى هنا الروایات التی صرّحت بأنّ الإنسان بحکم الشهید إن مات على الفراش على سلامة من دینه، وهو الأمر الذی أشار إلیه الإمام (علیه السلام) فی آخر العبارة.


1. «رباطة جأش»: جأش على وزن عرش والرباطة الربط بإحکام، فالمراد بالعبارة قوّة القلب عند لقاء العدو، حیث یراد بالجأش القلب والصدر.
2. «نجدة»: من مادة «نجد» على وزن مجد، بمعنى الشجاعة.
3. مرّ علینا بالتفصیل بحث الموت الحتمی والمعلّق فی المجلد الثالث من هذا الکتاب.
4. «میتة»: بکسر المیم بمعنى کیفیة الموت، والمیتة بفتح المیم الشخص المیت (بدلاً من الالتفات هنا إلى میت مذکر ومؤنث میتة).

 

القسم اولالشهادة عرس الأبطال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma