نقرأ فی ختام هذه الخطبة:
«قَالَ السَّیدُ الشَّرِیفُ رِضیَ اللهُ عَنْهُ قَولِهِ: (انصَاحَتْ جِبِالنَا) أی تَشَقَّقَتْ مَنَ الَمحولِ یُقـالُ: لنصاحَ الثّوبُ إِذا انْشَقَّ وَیُقـالُ أَیضاً: انصَاحَ انَّبتُ وَضَاحَ وَصَوّحَ إذا جَفَّ وَیَبِسَ کُلُّهُ وَقَولُهُ (ؤزهـامَتْ دَوَابّنا) أی عَطِشَتْ وَالهُیَامُ: العَطَشُ، وَقَولُهُ (حَدَابِیرُ السّنِینَ) جمع جِدبار، وهیَ النّاقَةَ الّتِی أنضـاهَا السّیرُ، فَشَبِّهُ بِهـا السنّة الّتی فَشا فِیها الجَدبُ، قَالَ ذو الرّمّةِ:
حِدابَیرُ مَا تَنْفَّکُ إلاّ مُناخَةً *** عَلَى الخَسفِ أو نَرمِی بِها بَلَداً فَقْراً
وَقَولُهُ: (وِلاَ فَزَع ِرَبابَها) القَزَع: القَطعُ الصّغارُ المُتَفَرّقَة مِنَ السّحاب.
وَقَولُهُ: (وَلاَ شَفَّان ذِهَابُها) فانِّ تَقدیرَهِ: ولاَ ذَاتَ شَفّان ذَهابُها، والشَفّان: الرّیحُ البـاردَةُ، والذّهِابُ: الأَمطارُ اللّیّنة، فَخَذَفَ (ذاتَ) لِعلمِ السامِعِ بِهِ».