أنصف المظلوم من الظالم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
نظرة إلى الخطبةالخطبة 137

کما ورد سابقاً فانّ الإمام أورد هذا الکلام ـ بعبارة أخرى هذا المقطع من الخطبة ـ حین إمتنع بعض صحابة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) عن بیعته، فأتمّ الإمام (علیه السلام) الحجة علیهم بهذا الکلام فقال: «لَمْ تَکُنْ بَیْعَتُکُمْ إِیَّایَ فَلْتَةً»، بل حین رأیتم المشاکل الناشئة من بیعة الخلفاء السابقین ولاسیّما بیعة الخلیفة الثالث وما ترتب علیها من آثار فقد عزمتم على الإقبال علیَّ فأبیتم أمراً جدیداً فی مسألة البیعة، وبناءاً على ما تقدم فانّ الأقلیة لا تمتلک الحق فی نقض البیعة التی سارعت إلیها الأکثیرة من الاُمة.

وبالنظر إلى أنّ الفلتة تعنی العمل الذی یقع بغتة دون رویة وتدبر فقد أراد الإمام:

أولاً: یوضح أنّ بیعته کانت دقیقة جدّاً وقد حصلت بعد مشورة الاُمة وزعماء القبائل مع بعضهم.

ثانیاً: التلمیح إلى بیعة أبی بکر التی حصلت فی أجواء متوترة مغلقة من قبل قلّة قلیلة حتى قال عمر بهذا المضمون: «إِنَّ بَیعةَ أبی بَکر کَانتْ فَلتَةً، وَقى اللهُ شرّها»(1)، کما ورد فی بعض الروایات فی ذیل هذا الحدیث «فَمَن عـادَ إِلى مِثلِها فاقتُلُوهُ»(2)، وسنقدم شرحاً وافیاً لهذا الموضوع فی البحث اقادم.

ثم قال الإمام (علیه السلام) فی مواصلة کلامه: «وَلَیْسَ أَمْرِی وَأَمْرُکُمْ وَاحِداً، إِنِّی أُرِیدُکُمْ لِلّهِ، وَأَنْتُمْ تُرِیدُونَنِی لاَِنْفُسِکُمْ»، فلست من قبیل طلاب الدنیا من الحکّام الذین ینشدون من وراءها تأمین جلالهم وأبهتهم ومصالحهم الشخصیة، فما أریده هو إقامة الدین بواسطتکم وأن اُؤدّی حقوق الناس وأفوز برضى الله سبحانه، ولکنکم تریدوننی لمصالکم الشخصیة کالحصول على سهم کبیر من بیت المال أو نیل المناصب والمقامات والرفاه فی الحیاة، وبالإلتفات إلى الاختلاف بین هاتین النظرتین فمن الطبیعی ألا تتساوى المسارات تبعاً لوسائل العمل، ثم دعاهم لإصلاح أنفسهم بعد أن وبّخهم وأیقظهم فقال: «أَیُّهَا النَّاسُ، أَعِینُونِی عَلَى أَنْفُسِکُمْ»، فی إشارة إلى أنّ مدرستی التربویة معدة لإصلاحکم، فما اُریده منکم وبقبول نصائحی ـ التی تستند إلى مصدر الوحی والقرآن الکریم وتعالیم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ـ الإلتحاق بها والتعاون معی، فانّ لم یکن لدیکم الإندفاع فلا جدوى من أی برنامج، ثم أشار فی الختام إلى نقطة مهمّة ووضح عزمه الراسخ فیها وهى مسألة بسط العدالة فی کافة أرجاء البلد الإسلامی مقاتلة الظلمة فقال: «وَایْمُ اللّهِ لاَُنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ، وَلاََقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ(3) حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ(4) الْحَقِّ وَإِنْ کَانَ کَارِهاً»، فهذا التشبیه الرائع للظلمة بالبعیر الجامح الذی یمتنع حتى من شرب الماء ویرید صاحبه أن یورده مشربه کرهاً ویرویه، یفید أنّ الهدف من مقارعة الظلمة لا یقتصر على استرداد حقوق المظلومین فحسب، بل أنّ هذا العمل بنفعهم أیضاً، لأنّ الظالم إن جاوز الحدّ فانّ التمرد والعصیان العام سیکون کألسنة اللهب التی تحرق الأخضر والیابس وأنّ الظلمة أول من تحرقهم تلک النار، الأمر الذی وقع فی عصر عثمان قبیل حکومة الإمام (علیه السلام) کما یفید من جانب آخر أنّ أهم هدف اجتماعی للإمام (علیه السلام) بسط العدل وأخذ حق المظلومین، وهذا هو الدواء الشافی المریر على ألسنة أغلب الأفراد الجهّال، وهذا أهم هدف لبعثة الأنبیاء والذی صوره القرآن الکریم بالقول: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...)(5).


1. صحیح البخاری 6/2505 طبعة دارالنشر بیروت وصحیح ابن جبان 2/148، طبع مؤسسة الرسالة.
2. بحار الانوار 10/248 (نقلاً عن مناقب ابن شهر آشوب).
3. «خزامة»: بالکسر حلقة من شعر تجعل فی وترة أنف البعیر لیشد فیها الزمام ویشهل قیاده، وقال البعض إن کان جنس الحلقة من النحاس قیل لها البرة وإن کانت من الشعر فهى الخزامة.
4. «منهل»: من مادة «نهل» على وزن جهل بمعنى الشربة الأولى ویطلق المنهل على الموضع الذی یمکن الاستفادة منه من ماء النهر (لابدّ من الالتفات إلى أنّ سطح ماء أغلب الأنهار أکثر انخفاضاً من الساحل وعادة ما یشقون بعض الأماکن لوصول الماء لیبلغه الناس والحیوانات بسهولة ویقال لمسیر هذه الأماکن الشریعة وآخرها المنهل.
5. سورة الحدید / 25.

 

نظرة إلى الخطبةالخطبة 137
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma