عدم التوانی فی الجهاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الاوّلالقسم الثانی

کما صرّح البعض من شرّاح نهج البلاغة یبدو أنّ هذه الخطبة جزء من خطبة طویلة حیث تطرق الإمام (علیه السلام) فیها إلى تشجیع صحبه على الجهاد والوقوف بوجه بغاة الشام وبین الأخطار التی تتهددهم فی حالة الضعف وترک الجهاد ومقاتلة العدو فأتم الحجّة علیهم.

ففی القسم الأول من هذه الخطبة أشار إلى الجهود الجبارة التی بذلها رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی إبلاغ الوحی ونشر الرسالة من أجل ترقیق قلوب المخاطبین فیتعرفوا على أهمیّة هذا المیراث العظیم ولا یتوانوا فی الدفاع عنه والتصدی لهجمات خصوم الدعوة، فقال (علیه السلام): «أَرْسَلَهُ دَاعِیاً إِلَى الْحَقِّ وَشَاهِداً عَلَى الْخَلْقِ».

فالواقع أخلص الإمام (علیه السلام) الرسالة الإسلامیة التی نهض بها النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی هاتین العبارتین، قد دعى إلى الحق وإبلاغ الأحکام الشرعیة من جانب، وأشرف على حسن تطبیقها من جانب آخر، أمّا شهادة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فقد قیل المراد بها الشهادة على أعمال الناس أو الشهادة على الأنبیاء فی یوم القیامة حیث ورد فی القرآن الکریم: (فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ کُلِّ أُمَّة بِشَهِید وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِید)(1).

لکن ظاهر کلام الإمام (علیه السلام) یشیر إلى أنّ المراد بالشهادة إطلاع النبی (صلى الله علیه وآله) على أعمال الناس من أجل إمتثال الأوامر الإلهیّة فی هذه الدنیا، وبعبارة أخرى فانّ وظیفة النبی (صلى الله علیه وآله) لا تقتصر على إبلاغ الدعوة إلى الحق، بل تتبع إجراء وتطبیق تلک الدعوة وهذا هو معنى إمامته وولایته التشریعیة، ولا مانع طبعاً من الجمع بین المعنیین فی أنّه شاهد على الأعمال فی هذا العالم وکذلک شاهد علیها فی العالم الآخر.

ثم خاض فی بیان أوصاف نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) لیذکر ست صفات آخر فقال: (صلى الله علیه وسلم)فَبَلَّغَ رِسَالاَتِ رَبِّهِ غَیْرَ وَان(2) وَلاَ مُقَصِّر، وَجَاهَدَ فِی اللّهِ أَعْدَاءَهُ غَیْرَ وَاهِن وَلاَ مُعَذِّر(3). إِمَامُ مَنِ اتَّقَى. وَبَصَرُ مَنِ اهْتَدَى».

فقد تضمنت هذه العبارة القصیرة جمیع الخصائص التی ینبغی توفرها فی القائد الشجاع المقتدر، عدم الضعف والوهن والتقصیر ومجاهدة العدو وعدم الاعتذار والتذرع، ومن جانب آخر فانّه عدّ النبی (صلى الله علیه وآله) إمام المتقین ووسیلة هدایة المبصرین، حیث یذود عنه الأفراد من المفسدین ویقصی المضلین المعاندین.

نعم، الکثیرون هم الأفراد الذین یخلقون الذرائع والحجج الواهیة بهدف التغطیة على تقصیرهم وعدم جدّهم واجتهادهم، ویستبعد ذلک من زعیم شجاع ومدیر مدبّر فلا یتّجه صوب الحجج والذرائع.

فالعبارات المذکورة تشیر فی الواقع إلى مدى ضعف أهل الکوفة ووهنهم وترکهم للجهاد وتشبثهم بالذرائع من أجل الفرار من المسؤولیات، فالإمام (صلى الله علیه وآله) یذکرهم بأنّ نبیّکم لم یکن کذلک فما بالکم تقیمون على هذا الحال.


1. سورة النساء / 41.
2. «وان»: من مادة «ونى» على وزن وحی بمعنى الضعف والتثاقل، ویقال الوانی لمن یتباطىء فی الأعمال.
3. «معذر»: من مادة «عذر» تقال لمن یعتذر ولا یثبت له عذر.

 

القسم الاوّلالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma