لما إنهال أزلام بنی أمیة وبنی مروان على بیت مال المسلمین بتلویح من عثمان فجعلوا ینهبون ما یریدون، واجههم أبو ذر(رحمه الله) ذلک الصحابی الشجاع والاُسوة فی الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، فأصبح یشکل خطراً جدّیاً على منافعهم، فأشاروا على عثمان بنفیه إلى ربذة التی تعتبر أسوأ المناطق مناخاً، أمّا الإمام (علیه السلام) فقد أراد أن یثبت عدم شرعیة هذا الحکم الجائر من جهة، وأن یشد من عزیمة أبی ذر من جهة أخرى، فیعینه على تحمل ما یواجهه من صعوبات، ومن هنا شایع أبی ذر وقد واساه بکلمات رائعة وعمیقة وأمله بالمستقبل الزاهر الذی ینتظره، کما أضاف ورقة سوداء أخرى إلى سجل بنی أمیة ومروان المظلم.