نظرة إلى الخطبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
الخطبة 146القسم الأول

هناک خلاف بین المؤرخین فی أنّ هذه الاستشارة بخصوص الحضور فی معرکة نهاوند أو القادسیة، ویرى الطبری حسب قول ابن أبی الحدید أنّها فی معرکة نهاوند، بینما یراها المدائنی فی کتاب «الفتوح» بشأن معرکة القادسیة(1)، وخلاصة ما ورد فی تاریخ الطبری أنّ عمر حین عزم على الشخوص بنفسه لقتال العجم طلب مشورة الصحابة فتقدم طلحة والزبیر وقالا رأیهما، إلاّ أنّ عمر استشار علیاً (علیه السلام) فأشار (علیه السلام) بعدم الشخوص بنفسه کما فی الخطبة، قال المرحوم الشیخ المفید (رحمه الله) فی «الإرشاد»، ورد عن أبی بکر الهذلی أنّ من بین الاُمور التی نقلت عن أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) فی إرشاد الناس لما فیه مصلحتهم ولولا إرشاده لکان فسادهم أنّ فریقاً من أهل همدان والری وإصفهان ودامغان ونهاوند تکاتبوا بینهم وبعثوا الرسل فرأوا أنّ الإسلام قد فقد زعیمه (النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)) وخلفه من لم یستمر، ثم خلفه من طال عمره وقد هجم على مدننا وإنّه لن یترکنا ما لم نخرجه، فلمّا بلغ عمر الخبر فقدم إلى المسجد وأطلع الصحابة بالخبر، فقال کل رأیه، فأشار علی (علیه السلام) (کما ورد فی هذه الخطبة) بما فیه صلاح الإسلام والمسلمین، قال الشیخ المفید: انظر کیف بیّن الإمام (علیه السلام) رأیه الصائب فی تلک الظروف الحساسة وأنقذ المسلمین(2)، على کل حال فانّ هذه الخطبة تعالج بمجموعها موضوعاً واحداً، وهو أنّ حضور رئیس الدولة فی الحرب فی بعض الظروف أمر خطیر جدّاً من شأنه أن یؤدّی إلى مشکلتین، أحدهما إتحاد أفراد العدو فیما بینهم وبذل قصارى جهدهم من أجل قتله، فیضطرب الجیش ویختل نظمه، والأخرى على فرض عدم حدوث مثل هذا الخطر فلعل إخلاء الجبهة الداخلیة یشجع العدو على الهجوم على المراکز الأصلیة للبلاد من کافة الجهات فتنجم من جراء ذلک الأخطار الشدیدة التی تهدد کیان الإسلام والمسلمین، وتشیر هذه الخطبة بوضوح إلى أنّ علیاً (علیه السلام) أنّه کان یقف حتى إلى جانب أعدائه إذا اقتضت ذلک مصالح الإسلام والمسلمین حرصاً على الدین وکیانه.

طبعاً هذا الکلام لا یعنی أنّ رئیس الدولة لا ینبغی أن یشخص بنفسه قط فی میدان القتال فقد شخص أمیر المؤمzaنین علی (علیه السلام) بنفسه فی معارک الجمل وصفین والنهروان، وأعظم من ذلک حضور النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی الغزوات، فالشرائط متفاوتة تماماً بحیث کانت تتطلب عدم حضور الخلیفة الثانی فی المیدان.

والجدیر بالذکر أنّ المعارک قد تقع أحیاناً بالقرب من البلاد الإسلامیة وفی المناطق القریبة منه فانّ حضور المعرکة من قبل رئیس الدولة لا یترتب علیه أیة مخاطر فی مثل هذه الظروف، فی حین تبرز مثل هذه المخاطر فی المناطق البعیدة وتجاه عدو قوی یمتلک جیشاً کبیراً، وقد تحدثنا فی مثل هذا الأمر فی شرحنا للخطبة 134.


1. شرح ابن أبی الحدید 9/97.
2. إرشاد المفید، ص120 بتصرف.

 

الخطبة 146القسم الأول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma