الذنب وقلّة البرکة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الثانیجانب من فلسفة البلاء

أشار الإمام (علیه السلام) فی هذا المقطع من الخطبة إلى نقطة مهمّة من أجل إعداد الناس لصلاة الاستسقاء فقال: «إِنَّ اللّهَ یَبْتَلِی عِبَادَهُ عِنْدَ الاَْعْمَالِ السَّیِّئَةِ بِنَقْصِ الَّثمَرَاتِ، وَحَبْسِ الْبَرَکَاتِ، وَإِغْلاَقِ خَزَائِنِ الْخَیْرَاتِ، لِیَتُوبَ تَائِبٌ، وَیُقْلِعَ مُقْلِعٌ، وَیَتَذَکَّرَ مُتَذَکِّرٌ، وَیَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ».

ثم إعتمد الإمام (علیه السلام) بعد ذلک أسلوب الطبیب الماهر الذی یصف العلاج بعد تشخیص المرض فقال: «وَقَدْ جَعَلَ اللّهُ سُبْحَانَهُ الاِسْتِغْفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ(1) الرِّزْقِ وَرَحْمَةِ الْخَلْقِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً. یُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْکُمْ مِدْرَاراً. وَیُمْدِدْکُمْ بِأَمْوَال وَبَنِینَ وَیَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّات وَیَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهَار)».

وأخیراً یخلص إلى نتیجة: «فَرَحِمَ اللّهُ امْرَءاً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ، وَاسْتَقَالَ(2) خَطِیئَتَهُ، وَبَادَرَ مَنِیَّتَهُ!». نعم، حین تغلق أبواب الرحمة الإلهیّة بفعل کثرة الذنوب فلیس هنالک من سبیل لفتحها سوى الاستغفار والتوبة والنصوح.

والجدیر بالذکر أنّ الإمام (علیه السلام) وبهدف إثبات هذا الأمر قد استدلّ بأنسب أیة قرآنیة، وهى الآیة التی وردت على لسان نبی الله نوح (علیه السلام) حین خاطب قومه باستغفار الله والتوبة إلیه والذی یؤدّی إلى نزول البرکات والخیرات ومضاعفة الأرصدة المادیة والمعنویة وتقویة الوجود الإنسانی وتحسین الأوضاع الاقتصادیة والزراعیة.

والعبارة وَبَادَرَ مَنِیَّتَهُ!»، إشارة إلى أنّ التوبة لا تقتصر على بلوغ الرفاه المادی فی الحیاة الدنیا، بل الهدف الأهم من ذلک النجاة فی الآخرة، وذلک لأنّ الموت إن سبق التوبة فلا سبیل للتدارک، وإن کان العکس وسبقت التوبة والأعمال الصالحة الموت، کان مفتاح النجاة بیده فی الدار الآخرة.


1. «درور»: من مادة «درّ» على وزن جرّ بمعنى تقاطر الحلیب من الثدی، ثم استعملت فی المطر وأمثاله، و«درور الرزق» بمعنى نزول الرزق من الله تعالى.
2. «استقال»: من مادة «إستقالة» بمعنى معونة من وقع على الأرض للقیام، ثم اطلقت على فسخ المعاملة أو طلب العفو على الذنب.

 

القسم الثانیجانب من فلسفة البلاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma