أراد بعض المخالفین التشبث بکلام الإمام (علیه السلام) لیقیموا الدلیل على أحقیّة الخلیفة الثانی بالخلافة وعلى لسان علی (علیه السلام)، ولکن من الواضح أنّ هذا الاستنباط خاطىء، لأنّ الوظیفة الشرعیة والعقلیة وحفظاً لمصالح المسلمین تتطلب من کل شخص فی مثل ظروف علی (علیه السلام) أن یقدم النصح لمن کان یمر بظروف عمر، فینطق لسانه بخیر المسلمین وصلاحهم، وإن جرت الأمور على خلاف مصالحه الشخصیة، بل إن کانت بضرورة، والعبارة: «لَیْسَ بَعْدَکَ مَرْجِعٌ یَرْجِعُونَ إِلَیْهِ»، لا تعنی قط أنّک أصلح الاُمة، بل معناها أنّ الناس عرفوک فی ظلّ الظروف الفعلیة ـ حقّاً أم بغیر حق ـ بهذه الصفة فان قتلت تطلبت البیعة لآخر زماناً طویلاً وهنا تنهار الاُمة.