تحذیر من الحوادث المستقبلیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
نظرة إلى الخطبةجذور الفساد

یتألف هذا الکلام فی الواقع من ثلاثة أقسام:

الأول: أشار فیه الإمام (علیه السلام) إلى جانب من فضائله، ولم یکن ذلک بدافع الفخر ومدح النفس، بل لیمهد السبیل أمام الآخرین للقبول.

الثانی: طلب فیه من مخاطبیه سماع ما یقول وقبول نصائحه التی تستبع خیرهم ومصالحهم وسعادتهم.

والقسم الثالث: تطرق فیه إلى الحوادث الألیمة التی یشهدها المجتمع الإسلامی فی حالة عدم قبول مواعظه وإشراته.

فقد قال فی القسم الأول: «لَنْ یُسْرِعَ أَحَدٌ قَبْلِی إِلَى دَعْوَةِ حَقٍّ، وَصِلَةِ رَحِم، وَعَائِدَةِ کَرَم».

فقد أشار فی هذه الفضائل الکبرى الثلاث إلى قبول الإسلام فقال إنّ علیاً (علیه السلام) هو أول من أسلم ومن الطبیعی أنّ مثل هذا الفرد یکون أکثر وعیاً به من غیره وأحرص، والآخرى إلى سبقه فی صلة الرحم، لأنّه وقف إلى جانب رسول الله (صلى الله علیه وآله) منذ إنبثاق الدعوة الإسلامیة حتى وفاة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، وقد فدى رسول الله (صلى الله علیه وآله) بنفسه فی المواطن الصعبة من قبیل مبیته على فراش النبی (صلى الله علیه وآله) واقعة أحد وأمثال ذلک، کما کان الأبرز فی البر والخیر والإحسان حتى نزلت آیات من القرآن الکریم بشأن تصدّقه بالخاتم حین الرکوع فی الصلاة(1)، وتصدقه بالطعام على المسکین والیتیم والأسیر(2)، وتصدقه بدرهم فی السر وآخر فی العلانیة، ودرهم فی اللیل وآخر فی النهار(3).

ثم قال بالاستناد إلى إذعان الجمیع بالفضل فیما ذکر: «فَاسْمَعُوا قَوْلِی، وَعُوا مَنْطِقِی»، لا تتعجلوا الأمور بانتخاب عثمان، فهذا عمل خطیر له عواقب وخیمة على المسلمین، وتطرق (علیه السلام) إلى المصیر الصعب الذی سیفرزه هذا الانتخاب فقال: «عَسَى أَنْ تَرَوْا هذَا الاَْمْرَ مِنْ بَعْدِ هذَا الْیَوْمِ تُنْتَضَى(4) فِیهِ السُّیُوفُ، وَتُخَانُ فِیهِ الْعُهُودُ، حَتَّى یَکُونَ بَعْضُکُمْ أَئِمَّةً لاَِهْلِ الضَّلاَلَةِ، وَشِیعَةً لاَِهْلِ الْجَهَالَةِ».

هناک خلاف بین شرّاح نهج البلاغة فی أنّ هذا الإخبار إشارة لحادثة قتل عثمان وشهر السیوف ونقض البیعة من قبل بعض الأفراد کطلحة والزبیر وأمثالهما أم إشارة إلى تمرد الناکثین والقاسطین والمارقین (أصحاب الجمل وصفین والنهروان)، ولکن بالنظر إلى الظروف التی وردت فیها هذه الخطبة (حین تشکیل الشورى لانتخاب الخلیفة الثالث)، یبدو المعنى الأول أقوى، وکما تکهن الإمام (علیه السلام) فبمجرّد تسلم عثمان زمام الأمور حتى بدأ التبذیر والبذخ فی بیت مال المسلمین وحصل أقرباؤه وبطانته على المراکز الحساسة فی البلد الإسلامی فتهافتوا على بیت المال لیفعلوا فیه ما شاؤوا، وهو الأمر الذی أثار غضب المسلمین فثاروا علیه وکان فی مقدمة من ثار علیه طلحة والزبیر، وقد تبعهم طائفة من الناس فحصل ما لم ینبغی أن یحصل، والحال لو لم تسود الشورى تلک العصبیات والملاحظات الشخصیة وفوضت الخلافة لأهلها، لما وقعت تلک الحوادث المریرة ولا ما تبعها من نتائج، وذلک لأنّ جذور فتنة الناکثین والقاسطین والمارقین إنّما ترعرعت فی ظلّ حوادث عصر عثمان.


1. سورة المائدة / 55.
2. سورة الدهر / 8 .
3. سورة البقرة / 274.
4. «تنتضی»: من مادة «نضو» و«نضی» على وزن نظم بمعنى سل السیف، أوالخروج من البیت وشحوب اللون وما شباه ذلک، والمراد بها فی العبارة المعنى الأول.

 

نظرة إلى الخطبةجذور الفساد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma