المعروف فی موضعه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الأولالقسم الثانی

کما ورد سابقاً هذه الخطبة حسب بعض الروایات المعتبرة جزء من الخطبة رقم 126، والتی اعترض فیها بعض الجهّال على الإمام (علیه السلام) بسبب تسویته بین الناس فی العطاء من بیت المال المسلمین، فکلّموه لم لا تزید فی عطاء أشراف القبائل لیطروه ویثنوا علیه ویقفوا إلى جانبه عند الشدائد، أمّا الإمام (علیه السلام) فقد وبّخهم فی هذه الخطبة فی أنّ البذل والعطاء فی غیر موضعه لا یوجب غضب الله وسخطه فحسب، بل به آثاره السلبیة حتى فی الدنیا أهونها ثناء الأشرار وإنسحاب الأخیار، فقال (علیه السلام): «وَلَیْسَ لِوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ فِی غَیْرِ حَقِّهِ، وَعِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ، مِنَ الْحَظِّ فِیَما أَتَى إِلاَّ مَحْمَدَةُ(1) اللِّئَامِ، وَثَنَاءُ الاَْشْرَارِ، وَمَقَالَةُ الْجُهَّالِ».

أضف إلى ذلک فانّ هذا المدح والثناء قائم مادام البذل والعطاء ومد ید الجود والسخاء، ولکن بمجرّد أن یقطع هذا البذل لا یبقى من أثر لذلک المدح ولاثناء، هذا فی الوقت الذی یکون فیه بخیلاً عن البذل فی سبیل الله تعالى: «مَادَامَ مُنْعِماً عَلَیْهِمْ: مَا أَجْوَدَ یَدَهُ! وَهُوَ عَنْ ذَاتِ اللّهِ بَخِیلٌ!».

وقد جربنا کلام الإمام (علیه السلام) مراراً فی حیاتنا والذاکرة البشریة تحتفظ بالکثیر من ذلک طیلة التاریخ، فقد حفلت الدنیا بالأفراد المتکالبین على الدنیا ممن تحکموا بثروات المجتمع وقد أغدقوها على المتملقین من الأشرار ممن حولهم وبطانتهم وقد ولو ظهورهم بالمرّة عن معاناة المحرومین وآلام المساکین، فان دارت علیهم الدوائر وتنکرت لهم الدنیا، هب المحرومون للوقوف بوجههم ولم یکتف الأمر عند هذا الحدّ، بل تنکر لهم حتى أنصارهم من المتملقین وعرضوا لهم بالذم والتوبیخ، فلم یترکوهم وشأنهم فحسب، بل سارعوا للتمرد علیهم وأعدوا أنفسهم للإنسجام مع من یخلفونهم من الحکّام، وهذه هى عاقبة من ولى ظهره للحق تبارک وتعالى والخلق والتحق برکب النفعیین.

ورد فی الحدیث عن النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «مَنْ طَلَبَ مَحامِدَ النَّاسِ بِمعاصِی اللهِ عـادَ حـامِدُهُ مِنهُم ذَامَّاً»(2)، وعن المفضل عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «إِذا أَرَدتَ أَنْ تَِعلَمَ إِلى خَیر یَصیِیرُ الرَّجُلُ أَم إِلى شَرِّ؟ اُنظُر إِلى أَینَ یَضَعُ مَعرُوفَهُ؟ فَإنْ کَانَ یَضَعُ مَعرُوفَهُ عِندَ أَهلِهِ فاعلَم أَنَّهُ یَصِیرُ إِلى خَیر وَإِنْ کَانَ یَضَعُ مَعرُوفَهُ عِندَ غَیرِ أَهلِهِ فاعلَم أَنَّهُ لَیسَ لَهُ فِی الآخِرَةِ مِنْ خَلاق»(3).


1. «محمدة»: بمعنى الحمد والثناء وهو ضد الذم.
2. بحار الانوار 74/178.
3. منهاج البراعة 7/439.

 

القسم الأولالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma