الأصحاب الأوفیاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
نظرة إلى الخطبة الثناء على الأصحاب

شحنت أغلب خطب نهج البلاغة بالذم الشدید بالنسبة لطائفة من أصحاب الإمام (علیه السلام)خاصة بعد معرکة صفین على ما أبدوه من ضعف وفرقة وغدر فی میدان المعرکة، لکن فی هذه الخطبة التی وردت بعد معرکة الجمل، فانّ الإمام (علیه السلام) یعرض بالمدح والثناء البلیغ على أصحابه الأوفیاء، ویدل هذا بوضوح على أنّ الإمام (علیه السلام) کان على الدوام یحث المحسنین من أصحابه ویرغبهم فی الأعمال الصالحة، کما کان یذم المسیئین منهم، لیخلص الفریق الأول فی عمله ویلتصق به، ویرعوی الفریق الثانی ویهم بإصلاح نفسه، فقد خاطب الإمام الصالحین من صحبه بأربع عبارات: «أَنْتُمُ الاَْنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ، وَالاِْخْوَانُ فِی الدِّینِ، وَالْجُنَنُ(1) یَوْمَ الْبَأْسِ، وَالْبِطَانَةُ(2) دُونَ النَّاسِ».

نعم، أنتم إخوانی فی الدین وقد أثبتم عدم تقصیرکم فی نصرة الحق، تقفون بکل شموخ فی میادین القتل بوجه الأعداء، إلى جانب ذلک فأنتم ثقة فی حفظ الأسرار المتعلقة بالحرب والسلام.

ثم قال (علیه السلام): «بِکُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وَأَرْجُو طَاعَةَ الْمُقْبِلِ».

إشارة إلى أنّ الناس على صنفین: صنف أدار ظهره للحق وهبّ لمقارعته ولا سبیل هناک سوى التصدی له والوقوف بوجهه، وأنتم الأنصار فی هذا القتال، وصنف آخر أقبل على الحق ولکن لا یتمتع بالمعرفة اللازمة والطاعة الکافیة، وسأعمل على تربیتهم بواسطتکم لکی ینقادوا لله ویطیعوه.

والخلاصة: فأنتم أنصاری فی مقاتلة العدو وکذلک فی المجال الفکری تجاه الصدیق، ثم  نصح (علیه السلام) صحبه الأوفیاء بعبارتین عمیقتین المعنى فقال: «فَأَعِینُونِی بِمُنَاصَحَة خَلِیَّة مِنَ الْغِشِّ، سَلِیمَة مِنَ الرَّیْبِ».

ففی العبارة إشارة إلى نقطة مهمّة وهى أنّ بطانة الأمراء ومشاوری الحکّام غالباً ما یقدمون مصالحهم الشخصیة أو منافع قرابتهم ومن لهم علاقة بهم، ثم یعرضونها للحّکام على أساس إرادة الخیر والخدمة، بل أحیاناً یطرحون بعض الاقتراحات التی لا یقتنعون بها أنفسهم وهذا ما یؤدّی بدوره إلى الإحباط والفشل فی أغلب الخطط، فالإمام (علیه السلام) یؤکد على أصحابه الإخلاص فی ما یطرحونه من أراء واقتراحات وابعادها عن کل ما یشوبها وعدم الأخذ بنظر الاعتبار سوى الخیر وصلاح دین الحق وعباد الله.

وأخیراً یختتم خطبته بهذه العبارة: «فَواللّهِ إِنِّی لاََوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ!».

ولعل هذه العبارة دلیل على العبارات السابقة، أی إنّی إن توقعت نصرتکم ووقوفکم إلى جانبی فذلک کونی ولی أمر الناس باذن الله، بل إنّی أولى بهم حتى من أنفسهم، وهذا ما ینبغی أن یجعلکم تشعرون بالرضى والسرور على إنّکم تسیرون خلف مثل هذا الإمام وتطیعون أوامره.


1. «جنن»: جمع «جنة» على وزن قوّة الوقایة.
2. «بطانة»: من مادة «بطن» صاحب السر وخاصة الرجل.

 

نظرة إلى الخطبة الثناء على الأصحاب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma