یبدو الهدف من هذه الخطبة کما یفهم من عنوانها هو جواب الإمام (علیه السلام) لمن أشار علیه باغداق أموال بیت المال على الأشراف وزعماء القبائل الذین یمکنهم التأثیر على الحکومة، فیعطیهم سهماً أکثر من غیرهم ویمیزهم بالعطاء، وذلک من أجل ترسیخ حکومته، وقد تضمنت إجابة الإمام (علیه السلام) الإشارة إلى أمرین:
الأول: لیس لی قط ترسیخ دعائم حکومتی من خلال الظلم والجور والتمییز بین الناس وإعطاء حق أحد لآخر، فلا یسعنی بلوغ الحق والعدل بواسطة المعصیة.
الثانی: أنّ من یمارس هذا الفعل فانّ عاقبته جحود اُولئک الأفراد الذین أغدق علیهم.
«أَتَأْمُرُونِّی أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِیمَنْ وُلِّیتُ عَلَیْهِ! وَاللّهِ لاَ أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِیرٌ، وَمَا أَمَّ نَجْمٌ فِی السَّمَاءِ نَجْماً! لَوْ کَانَ الْمَالُ لِی لَسَوَّیْتُ بَیْنَهُمْ، فَکَیْفَ وَإِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللّهِ! أَلاَ وَإِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فِی غَیْرِ حَقِّهِ تَبْذِیرٌ وَإِسْرَافٌ، وَهُوَ یَرْفَعُ صَاحِبَهُ فِی الدُّنْیَا وَیَضَعُهُ فِی الاْخِرَةِ، وَیُکْرِمُهُ فِی النَّاسِ وَیُهِینُهُ عِنْدَ اللّهِ. وَلَمْ یَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِی غَیْرِ حَقِّهِ وَلاَ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ إِلاَّ حَرَمَهُ اللّهُ شُکْرَهُمْ، وَکَانَ لِغَیْرِهِ وُدُّهُمْ. فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ یَوْماً فَاحْتَاجَ إِلَى مَعُونَتِهِمْ فَشَرُّ خَلِیل وَأَلاَْمُ خَدِین!».