یعتقد البعض بالاستناد إلى بعض الروایات(5)، أنّ حالات المعصومین(علیهم السلام)وأولیاء الله تعالى مختلفة، فأحیاناً یعلمون کل شیء بإرادة الله تعالى، وأحیاناً أخرى تخفى علیهم بعض المسائل بإرادة الله تعالى حتى اللحظات یمکن أن تکون متفاوتة، فقد شم نبی الله یعقوب رائحة قمیص یوسف من مساحة بعیدة (مصر) بینما لم یراه فی بئر کنعان، وهناک احتمال أخر ما ذکره الإمام(علیه السلام)قانوناً کلیاً حول الأجل وخاتمة حیاة جمیع الأفراد، إلاّ أنّ هذا القانون الکلی کسائر القوانین الکلیة له استثناءات، فما المانع أن یعلم أولیاء الله وباذن الله وتعلیمه بلحظة موتهم.
وهناک نقطة أخرى هى: إنّ علوم المعصومین(علیهم السلام)بالنسبة لمسائل المستقبل على أساس لوح المحو والإثبات وهو قابل للتغییر، أو ما یصلح علیه بالعلم بالمقتضیات، لا العلم بالعلة التامة التی تأبى التغییر، لأنّ ذلک القسم الذی یسمى باللوح المحفوظ مختص بالله تبارک وتعالى، مثلاً جاء فی قصة السید المسیح (علیه السلام) أنّه أخبر عن موت عروس فی لیلة زفافها، بینما لم یقع ذلک، وذلک لأنّها تصدقت وحالت الصدقة دون وقوع تلک المصیبة.
وسنتناول شرح هذا الموضوع فی محله إن شاء الله.