«أَیْنَ أَخْیَارُکُمْ وَصُلَحَاؤُکُمْ! وَأَیْنَ أَحْرَارُکُمْ وَسُمَحَاؤُکُمْ! وَأَیْنَ الْمُتَوَرِّعُونَ فِی مَکَاسِبِهِمْ، وَالْمُتَنَزِّهُونَ فِی مَذَاهِبِهِمْ! أَلَیْسَ قَدْ ظَعَنُوا جَمِیعاً عَنْ هذِهِ الدُّنْیَا الدَّنِیَّةِ، وَالْعَاجِلَةِ الْمُنَغِّصَةِ. وَهَلْ خُلِقْتُمْ إِلاَّ فِی حُثَالَة لاَ تَلْتَقِی بِذَمِّهِمُ الشَّفَتَانِ، اسْتِصْغَاراً لِقَدْرِهِمْ، وَذَهَاباً عَنْ ذِکْرِهِمْ! فـَ(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ)، (ظَهَرَ الْفَسَادُ)، فَلاَ مُنْکِرٌ مُغَیِّرٌ، وَلاَ زَاجِرٌ مُزْدَجِرٌ. أَفَبِهذَا تُرِیدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللّهَ فِی دَارِ قُدْسِهِ، وَتَکُونُوا أَعَزَّ أَوْلِیَائِهِ عِنْدَهُ؟ هَیْهَاتَ! لاَ یُخْدَعُ اللّهُ عَنْ جَنَّتِهِ، وَلاَ تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ. لَعَنَ اللّهُ الاْمِرِینَ بِالْمَعْرُوفِ التَّارِکِینَ لَهُ، وَالنَّاهِینَ عَنِ الْمُنْکَرِ الْعَامِلِینَ بِهِ!».