بدایة الکلمات إشارة إلى وجود أبواب الحکم وکنوز العلم لدى أهل البیت(علیهم السلام)الذین تعلموا من رسول الله (صلى الله علیه وآله) تبلیغ الرسالة وتفسیر کلمات الله سبحانه وتعالى، ثم خاض الإمام فی إسداء مواعظه ونصائحه النافعة وحذر الناس فی ضرورة الاعتبار بالآخرین والخوف من نار جهنّم وأن یعملوا ما یجعل الناس یذکرونهم بکل خیر بعد إیمانهم، فالسمعة الحسنة أفضل من الأموال تلحق الإنسان بعد وفاته، الأموال التی قد لا یعرف الورثة عادة قیمتها ولا یشکرون جامعها.
«تَاللّهِ لَقَدْ عُلِّمْتُ تَبْلِیغَ الرِّسَالاتِ، وَإِتْمَامَ الْعِدَاتِ، وَتَمَامَ الْکَلِمَاتِ. وَعِنْدَنَا ـ أَهْلَ الْبَیْتِ ـ أَبْوَابُ الْحُکْمِ وَضِیَاءُ الاَْمْرِ. أَلاَ وَإِنَّ شَرَائِعَ الدِّینِ وَاحِدَةٌ، وَسُبُلَهُ قَاصِدَةٌ. مَنْ أَخَذَبِها لَحِقَ وَغَنِمَ، وَمَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَنَدِمَ. إِعْمَلُوا لِیَوْم تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ، وَتُبْلَى فِیهِ السَّرَائِرُ. وَمَنْ لاَ یَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ، وَغَائِبُهُ أَعْوَزُ. وَاتَّقُوا ناراً حَرُّهَا شَدِیدٌ، وَقَعْرُهَا بَعِیدٌ، وَحِلْیَتُهَا حَدِیدٌ، وَشَرَابُهَا صَدِیدٌ. أَلاَ وَإِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ یَجْعَلُهُ اللّهُ تَعَالَى لِلْمَرْءِ فِی النَّاسِ; خَیْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ یُورِثُهُ مَنْ لاَ یَحْمَدُهُ».