جانب من فلسفة البلاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
الذنب وقلّة البرکةالقسم الثالث

لقد قیل الکثیر فی فلسفة البلاء، والذی یستفاد من أغلب الآیات القرآنیة والروایات الإسلامیة هو أنّ الذنوب والمعاصی تشکل أحد علل الآفات والحوداث الصعبة فی الحیاة البشریة، حیث تحدث عدّة آیات عن التلازم بین هذین الأمرین، بل یستفاد من بعض الروایات والأخبار الترابط الوثیق بین نوع الذنب والبلاء الذی یترتب علیه، على سبیل المثال فانّ الزنا وعدم العفة وشرب الخمر والتطفیف والربا وقطع الرحم کل ذلک یؤدّی إلى سلب نعمة معینة کما أشار إلى ذلک الحدیث النبوی الشریف، من ذلک روى أبی حمزة عن الإمام الباقر أنّه قال: «وَجَدنا فِی کِتَابِ رَسُولِ اللهِ (صلى الله علیه وآله): إِذا ظَهَرَ الزِّنا مِنْ بَعدِی کَثُرَ مَوتُ الفُجأة، وإِذا وإِذا طَففَ المِکیالَ وَالمَیزانَ أَخَذَهُم اللهُ بِالسِّنِینِ وَالنَّقصِ إِذا مَنَعُوا الزَّکاةَ مَنَعَتْ الأِضُ بَرَکَتَها مِنَ الزَّرعِ وَالـثِّمارِ وَالمَعادِنِ کُلُّها، إِذا جَارُوا فِی الأحکَامِ تَعاونُوا عَلَى الظُّلمِ والعُدوانِ، إِذا نَقَضُوا العَهدَ سَلَّطَ اللهُ عَلَیهِم عَدُوَّهُم، إِذا قَطَعُوا الأَرحامَ جُعِلتْ الأَموالُ فِی أَیدِی الأشرارِ إِذا لَم یَأمرُوا بالمَعرُوفِ وَلم یَنهُوا عَنِ المُنکَرِ وَلَم یَتَّبِعُوا الأخیارَ مِن أَهلِ بَیتِی سَلَّطَ اللهُ عَلَیهِم شِرارَهمُ فَیَدعُوا خِیارهُم فَلا یُستَجابُ لَهُم»(1)

والدلیل العقلی یؤکد هذا الأمر على أنّ هناک إرتباط بین الذنب وقطع النعم، فالفیض الله یتوقف على الاستعداد والاستحقاق، فان قارف الإنسان الذنب وأفضح عن عدم استعداده کان من الطبیعی أن یقطع عن نفسه الفیض الإلهی.

أضف إلى ذلک فالذی یستفاد من الآیات القرآنیة أنّ هناک هدفاً مهمّاً آخر یتمثل بایقاظ الغافلین وإعادتهم إلى الله تبارک وتعالى، حتى صرّحت بعض الآیات بأنّ البلاء یعمّ الأقوام المشرکة حین بعث الأنبیاء والرسل لهدایتها من أجل تمهید السبیل أمامهم لقبول الدعوة ومن ذلک الآیة 94 من سورة الأعراف التی قالت: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِی قَرْیَة مِنْ نَبِىّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ یَضَّرَّعُونَ).

وهکذا فانّ القضیة التربویة تشکل أحد الأهداف المهمّة للبلاء والحوداث الألیمة، على کل حال فانّ مفتاح الأبواب الموصدة وإخماد جذوة أمواج البلاء إنّما یکمن فی العودة إلى اللّه سبحانه کما صرّح بذلک القرآن الکریم إذ قال:(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَیْهِمْ بَرَکَات مِنْ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ وَلَکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ)(2).

وهکذا سائر الآیات، وورد فی الخبر أنّ شخصاً قال لأمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) لقد أسرفت فی المعاصی فادعوا الله أن یغفر لی، قال علی(علیه السلام): علیک بالاستغفار، وقال الآخر: مزارعنا تشکو من قلّة الماء، فادعوا الله أن یرسل علینا المطر، فقال (علیه السلام): علیک بالاستغفار، وشکى الثالث من الفقر فأشار علیه الإمام (علیه السلام) بالاستغفار، وشکى الرابع العقم وکان له مال کثیر فأشار علیه الإمام بالاستغفار، وشکى له الخامس من قلّة ثمار البستان فنصحه (علیه السلام) بالاستغفار، وشکى السادس من جفاف الآبار وعیون الماء فقال له (علیه السلام) علیک بالاستغفار، فتعجب ابن عباس من إشارته على الجمیع بالاستغفار وقد کان لکل مشکلته التی تختلف عن غیره، فقال (علیه السلام) أولم تسمع إلى القرآن والآیات 10، 11، 12 من سورة نوح إذ قال: (وَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِیقَةِ لاََسْقَیْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً * یُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَیْکُمْ مِدْرَاراً * وَیُمْدِدْکُمْ بِأَمْوَال وَبَنِینَ وَیَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّات وَیَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهَار)(3).


1. الکافی 2/374، ح2.
2. سورة الأعراف / 96.
3. تفسیر نهج الصادقین 10/19 (بتصرف، وقد ورد هذا الحدیث بصورة مختصرة عن الإمام المجتبى(علیه السلام)) (مجمع البیان 10/361).

 

الذنب وقلّة البرکةالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma