علامات آخر الزمان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الرابعالفساد فی آخر الزمان

أشار الإمام(علیه السلام) فی هذا المقطع الذی یمثل آخر الخطبة إلى الوضع فی آخر الزمان، وبعبارة اُخرى الزمان الذی یسوده الشر قبل الإمام المهدی(علیه السلام). فکان(علیه السلام) یتطرق إلى خصائص المؤمنین فی ذلک الزمان أحیاناً، وأحیاناً اُخرى إلى وضع الإسلام والأحکام الإسلامیة.(1)

فقال(علیه السلام): «وذلک زمان لا ینجو فیه إلاّ کل مؤمن نومة، إن شهد لم یعرف وإن غاب لم یفتقد».

صحیح أنّ النومة من النوم بمعنى الشخص الکثیر النوم; إلاّ أنّه من الواضح هنا أنّ ذلک کنایة عن الفرد المجهول وغیر المعروف، ولا سیما أنّ الإمام(علیه السلام) وضح ذلک بالعبارات القادمة.

طبعاً من البدیهی فی الظروف التی یعم فیها الفساد المجتمع، ویکون زعماء المجتمع وقادته من الفسدة والمنحرفین، ألا یکون الأفراد المؤمنین من الشخصیات المعروفة فی المجتمع، لأنّهم سیکونون فریسة للجبابرة الذین لن یترکوهم وشأنهم أبداً; فأما أن یتسلموا ویکونوا عوناً لهم، وامّا ان یقاوموا ویمتنعوا وفی هذه الحالة لیس لهم سوى الحدید والنار.

وبناءاً على هذا یتوجب على الأفراد المؤمنین فی ظل هذه الظروف أن یختفوا عن الأضواء ویعیشوا بعیداً عن الشهرة والمعرفة، کی لا یکون هناک من یتعقبهم ویبحث عنهم.

وبالطبع فان هذه المجهولیة لن تحط من قدرهم وتقلل من مکانتهم، وأنّهم لن یتخلوا عن دورهم المعنوی فی المجتمع، ومن هنا وصفهم الإمام(علیه السلام) بقوله: «أولئک مصابیح الهدى، وأعلام السرى»(2).

فهم صامتون خاملون، إلاّ أنّهم قدوة للاخرین، فهم مصابیح هدى کتلک العلامات التی تنصب على الطریق لکی لا یضل السائر فیه لیلاً.

ثم قال(علیه السلام) فی وصف هذه الطائفة من المؤمنین: «لیسوا بالمساییح، ولا المذاییع البذر».

قال المرحوم السید الرضی المساییح جمع مسیاح وهو الذی إذا سمع لغیره بفاحشة أذاعها، والبذر جمع بذور وهو الذی یکثر سفهه ویلغو منطقه.

وعلیه فمعنى العبارة هو أنّ هذه الطائفة من المؤمنین لیست بمفسدة ولا مثیرة للفتنة ولیست سفیهة تشیع الفاحشة.

ثم قال: «أولئک یفتح الله لهم أبواب رحمته، ویکشف عنهم ضراء نقمته». فالعبارة تفید أنّ الله سبحانه وتعالى لم یسلب الطائفة المؤمنة الحقة عنصر هدایتها فی تلک الظروف العصیبة، وهو حافظهم من شر الظلمة ومکاره ذلک الزمان وحوادثه.

ثم واصل الإمام(علیه السلام) کلامه بنبوءة صریحة وتوضیح أکثر لذلک الزمان، فقال(علیه السلام): «أیها الناس! سیأتی علیکم زماناً یکف(3) فیه الإسلام، کما یکفأ الاناء بما فیه».

فالعبارة «یکفأ فیه الإسلام» کنایة لطیفة عن انقلاب کافة المفاهیم الإسلامیة رأساً على عقب وذهاب حقیقتها وجوهرها، لأنّها شبهت الإسلام بالاناء الذی وضعت فیه المعارف والقوانین والأحکام والأخلاق الإسلامیة، وکما یضیع کل الماء إذا قلب الاناء، فکذلک الإسلام فی ذلک الزمان یضیع کل محتواه، ولایبقی منه سوى القشور.

ویبدو أنّ عصرنا یشهد مثل هذه العلامات حیث یکتفی أغلب المسلمین بذکر اسم الإسلام فقط، دون أن یکون هناک أی أثر للأخلاق أو انفتاح على السنة النبویة; فلیس هناک سوى الشهوات والمال والمقام واللذة المادیة والشهوات الحیوانیة.

ولا شک أنّ احد عوامل البؤس والشقاء هو التفسیر بالرأی والقراءات الکاذبة والمنحرفة للإسلام، حیث یقوم بعض الأفراد خداعاً لأنفسهم وللأخرین بتقدیم بعض التفاسیر المشبوهة للحقائق الإسلامیة المسلمة انسجاماً مع أهوائهم وأفکارهم; الأمر الذی یجعل الإسلام العوبة بیدهم یفعلون به ما یشاؤون.

فقد ورد فی الحدیث أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) قال لعلی(علیه السلام): «یستحلون حرامه بالشبهات الکاذبة، والأهواء الساهیة»(4).

ثم اختتم الإمام(علیه السلام) کلامه بالاجابة على سؤال مقدر وهو: لم یبتلی الله المسلمین بهذه الحوادث والاضطرابات؟ فقال(علیه السلام):«أیها الناس إنّ الله قد أعاذکم من أن یجور علیکم، ولم یعذکم من أن یبتلیکم، وقد قال جل من قائل إن فی ذلک لآیات وإن کنّا لمبتلین»(5).

فی إشارة إلى أنّ مثل هذه الحوادث اختبار للناس وامتحان لهم، ولابدّ أن یخوض عامة الناس ـ بما فیهم الأنبیاء وسائر الأفراد ـ هذا الامتحان الإلهی! الامتحان الذی قد ینطوى أحیاناً على بعد فردی، وأحیاناً جماعی; کما ورد فی العبارة المذکورة من شمول الجمیع بالامتحان، لتمییز الصادق من الکاذب والمؤمن من المنافق.

کلام السید الرضی(ره)

قال السیّد الشرّیف الرّضى: أَمَّا قَوْلُهُ(علیه السلام): «کُلُّ مُؤْمِن نُوَمَة» فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْخَامِلَ الذِّکْرِ، الْقَلِیلَ الشَّرِّ.

وَ«الْمَسَایِیحُ» جَمْعُ «مِسْیَاحِ» وَهُوَ الَّذِی یَسیِحُ بَیْنَ النَّاسِ بِالْفِسادِ وَالَّنمَائِم. وَ«الْمَذَایِیعُ» جَمْعُ «مِذْیَاع» وَهُؤَ الَّذِی إِذَا سَمِعَ لِغَیْرِهِ بِفَاحِشَة أَذَاعَهَا، وَنَوَّهَ بِهَا. وَ«الْبُذُرُ» جَمْعُ «بَذُورِ»وهُوَ الَّذِی یَکْثُرُ سَفَهُهُ وَیَلْغُو مَنْطِقُهُ.


1. یفید عدم الارتباط المعنوی بین هذا المقطع من الخطبة والذی سبقه، أنّ السید الرضی (ره) حذف بعض الأقسام بینهما، والشاهد على ذلک تعبیره (منها).
2. «السرى» تعنی السیر فی اللیل.
3. «یکفأ» من مادة «کفأ» على وزن نفع بمعنى الانقلاب.
4. نهج البلاغة، الخطبة 156.
5. سورة المؤمنون/30. 
القسم الرابعالفساد فی آخر الزمان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma