رغم ترکز الکلام فی هذا المقطع من الخطبة على علم الله الواسع بکافة الأشیاء وجمیع الکائنات، إلاّ أنّ هناک إشارة ضمنیة لنقطة مهمّة اُخرى، إلاّ وهى التنوع العجیب للکائنات، من المسائل الفکریة والذهنیة للإنسان إلى الاجزاء المختلفة للعین والاذن، والکائنات الصغیرة والکبیرة للعالم من قبیل الهوام ومصائفها والحشرات ومشاتیها، مروراً بتشکیل نطفة الإنسان المرکبة من ماء الرجل والمرأة، وظهور السحب والغیوم وتراکمها وسقوط حبات المطر وهبوب الریاح والأعاصیر وجریان السیول واختفاء الحشرات فی المرتفعات والتلال وما إلى ذلک من الاُمور التی سنتطرق إلیها فی البحث القادم. والخلاصة فانّ کل أمر دلالة على علمه سبحانه وقدرته وابداعه، وکلما تعمق الإنسان فی تأمل هذه الاُمور تعرف أکثر على عظمة الحق سبحانه وعلمه، ویسمع باذن البصیرة تسبیح هذه الکائنات وحمدها، ویشعر بتوحیدها وتوجهها لخالقها. الأشیاء التی لایدرکها سوى من تحسسها و إنطلق منها لما وراءها.