یستفاد من عبارات الإمام(علیه السلام) الواردة فی هذه الخطبة أنّ ظهور الإسلام لم یقتصر على اصلاح دین الناس فقط، بل حل إلى جانب ذلک الکثیر من مشاکلهم الدنیویة.
وهکذا تبلورت أمة قویة وحکومة مقتدرة فی ظل الدین الجدید، تمکنت من إدارة شؤون الاُمّة وزعامتها لسنوات طویلة; ولعل هذه الحکومة کانت ستخلد لو لم تنحرف عن المسار الإسلامی الصحیح. اضافة إلى ذلک نهضت الحضارة وتطورت الثقافة لتشهد اتساعاً ورقیاً فی ظل التعلیمات الإسلامیة، حتى کانت صفحة جدیدة فی فصل التأریخ البشری.
کل هذه أدلة على أن اتباع التعالیم الإسلامیة إنّما یؤدی إلى ضمان سلامة دین الإنسان وعمارة دنیاه.
والعبارات الاربع الواردة فی الخطبة شاهد على هذا الادعاء، فقد قال(علیه السلام): حتى أراهم منجاتهم، وبوأهم محلتهم، فاستدارت رحاهم، واستقامت قناتهم. لتصف بمجموعها سعادتهم المعنویة والمادیة.