اعملوا ما استطعتم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الرابعالخطبة 95

خاض الإمام(علیه السلام) فی المقطع الأخیر من الخطبة بالنتیجة الأخلاقیة والعملیة، لیبیّن بعض الاُمور المفیدة والمهمة بعبارات قصیرة، عظیمة المعنى. فقال(علیه السلام): «اعملوا رحمکم الله»، ثم أشار(علیه السلام) إلى المسیر الذی ینبغی سلوکه فی العمل وهو الاستناد إلى الکتاب والسنة «على أعلام بینة».

ثم أشار(علیه السلام) إلى أنّ تشخیص هذا المسیر لیس بالشیء الصعب فالسبیل واضح یدعو إلى الأمن والأمان والسعادة الخالدة فی الجنّة: «فالطریق نهج یدعو إلى دار السلام».

ثم تطرق(علیه السلام)إلى الفرص الثمینة التی زود بها الإنسان، وغالباً ما یهملها، لیوضحه(علیه السلام)بثمان عبارات ویکشف جمیع جوانبها، أشار فی العبارة الاولى إلى أنّکم فی دار یمکنکم فیها تلافی ما یفرط منکم: «وأنتم فی دار مستعتب».(1)

ولدیکم الفرصة الکافیة والمهلة الوافیة للقیام بالصالحات من الأعمال: «على مهل وفراغ».

وصحیفة الأعمال مفتوحة والقلم مشرع للکتابة: «والصحف منشورة والاقلام جاریة».

وأنتم فی صحة وعافیة والسن حاکیة: «والأبدان صحیحة والألسن مطلقة». ومن ثم: «والتوبة مسموعة، والأعمال مقبولة».

فوسائل السعادة وأسبابها متوفرة من جانب، وموانع الطریق یمکن ازالتها من جانب آخر; فاذا لم تستثمر هذه الفرص. فانّ الأمر یدعو للآسى والأسف حقاً. ولاسیما لیس هنالک من ضمانة باستمرار هذه الفرض. فلعل جمیعها تنتهی بلحظة، فتغلق أبواب التوبة وتختم صحیفة الأعمال، وتتوقف الأقلام عن الکتابة، ویعتل البدن، ویعقد اللسان دون أن یکون هناک أی سبیل إلى الرجعة; الأمر الذی حذر منه القرآن أن لیس للندم من جدوى بعد الموت ولا سبیل لسؤال الرجعة: (وَأَنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناکُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ أَحَدَکُمُ المَوْتُ فَیَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِی إِلى أَجَل قَرِیب فَأَصَّـدَّقَ وَأَکُنْ مِنَ الصّالِحِـینَ) فیأتی الجواب: (وَلَنْ یُـؤَخِرَّ اللّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللّهُ خَبِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ).(2)


1. مستعتب من مادة عتب على وزن حتم طلب العتبى، أی طلب الرضى من الله بالأعمال النافعة.
2. سورة المنافقون/10 ـ 11. 
القسم الرابعالخطبة 95
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma