کلى شیء یستند إلى ارادة اللّه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم السابع القسم الثامن

ذکرَّ الإمام(علیه السلام) هنا مرّة اُخرى بعالم الخلیقة والتدبیر الإلهی فی تنظیم شؤون الخلق وأنّ هذا التدبیر والنظام إنّما یستند إلى جلال الحق وجماله، الذی خلق کل شی بمقدار واخضعه لتدبیره وهداه إلى سبیله: «قدر ما خلق فأحکم تقدیره، ودبره فألطف تدبیره، ووجه لِوِجهته» وهکذا یکون الإمام(علیه السلام) قد بین المراحل الثلاث «التقدیر»و«التدبیر» و«التوجیه». فالتقدیر خلق الکائنات بمقدار، والتدبیر إدارة شؤونها وفق الخطة والمسیرة المرسومة لها، والتوحید تمهید السبیل وإعداد الظروف اللازمة لهذه الحرکة من أجل بلوغ الهدف وتحقیق الغایة، حیث تسیر کل هذه المراحل على ضوء برنامج معین منظم غایه فی الدقة بالشکل الذی لم یدع مجالا لکائن من کان أن یسیر بطریق عشوائی، لا فی انبثاق خلقه ولا فی دیمومته بحیث یشذ عن ذلک النظام والقانون. ومن هنا أشار الإمام(علیه السلام) إلى هذا الأمر فی أنّ أحداً من الموجودات لم یتجاوز حدوده، ولم یقصر فی بلوغ الهدف، ولم ینطلق فی حرکته الاعلى أساس ارادة اللّه سبحانه وأنى له التمرد على هذه الإرادة التی تستند إلیها جمیع الإرادات: «فلم یتعد حدود منزلته، ولم یقصر دون الانتهاء إلى غایته، ولم یستعصب إذ أمر بالمضی على إرادته، فکیف وإنّما صدرت الاُمور عن مشیئته؟».فالواقع هذه العبارات تحول دون التصور بأنّه حرکات کافة الکائنات الأرضیة والسماویة بما فیها النباتات والحیوانات والناس والکواکب واجتیازها لمراحل النحو والتکامل یجرى بصورة عشوائیة. فهى تسیر بوحى من أمره وإرادته على ضوء الخطة المعدة لها سلفاً ولایسعها تخطى تلک الخطة بأی حال من الاحوال. وعلیه فعالم الوجود یدار بمنتهى النظام والدقة. و لعلنا نلمس الإشارة إلى المراحل الثلاث المذکورة فی الآیات القرآنیة، ومن ذلک الآیات 38ـ40 من سورة یس: (وَالشَّـمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذ لِکَ تَقْدِیرُ العَزِیزِ العَلِـیمِ* وَالقَمَرَ قَـدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ کَالْـعُرْجُونِ القَدِیمِ * لا الشَّـمْسُ یَنْبَغِـی لَها أَنْ تُدْرِکَ القَمَرَ وَلا اللَّـیْلُ سابِـقُ النَّهارِ وَکُـلٌّ فِی فَلَک یَسْبَحُونَ).

ناهیک عن سائر الآیات القرآنیة التی أشارت إلى هذه الحقیقة وهنا لابدّ من الالتفات إلى أمرین: الأول هو أنّ ما ورد فی العبارات المذکورة بشأن الأوامر و تبعیة المخلوقات للمشیئة الإلهیة إنما هو إشارة إلى الاوامر التکوینیة، أو بعبارة اُخرى: إشارة إلى القوانین التی أجراها اللّه سبحانه فی عالم الوجود وسیره على أساسها، بالشکل الذی یحول دون تجاوزها لهذه القوانین.والأمر الثانی أنّ هذا الکلام لا یعنى إجبار الإنسان على أفعاله وذلک لأنّ اللّه سبحانه جعل صفة الاختیار وحریة الإرادة أحد تلک القوانین التی تسیر عالم الوجود، ولیس للإنسان قط أنّ یسلب نفسه هذه الصفة، وبعبارة اُخرى فانّ حریة الإنسان أیضاً بأمره سبحانه وتعالى.

 

القسم السابع القسم الثامن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma