لقد رسم الإمام(علیه السلام) بهذه العبارات صورة رائعة بلیغة عن الخلقة العجیبة للسموات، فأشار أولاً: إلى بدایة خلقها على أنّها کانت فی البدایة بمثابة کتلة غازیة عظیمة.
ثانیاً: الانفجار الهائل الذی وقع فی تلک الکتلة العظیمة، والانفصال الذی شهدته الکواکب والمجرات عن بعضها البعض.
ثالثاً: تعلق الکواکب فی هذا الفضاء الواسع على أنه آیة من آیات عظیمة وقدرته سبحانه تعالى.
رابعاً: الحرکات المنظمة للکرات السماویة حول مداراتها والخالیة من أیة حرکات عشوائیة (بفعل توازن قوتى الجذب الطرد).
خامساً: حرکة الملائکة وصعودها وهبوطها بین الأرض والسماء و المراکز المقدسة، حیث تهبط بالاوامر وتصعد بأعمال العباد.
سادساً: ارسال الشهب التی ترجم الشیاطین حین تحاول الصعود إلى السماء بغیة استراق السمع، حیث بینها الإمام(علیه السلام) على سبیل الاختصار بعبارات قصیرة وبلیغة حیث یتطلب کل منها بحثا مستقلا.
ولاینبغی أن ننسى هنا أنّ کل ذلک قد حصل فی زمان لم تکن تحکم العقول والأفکار فیه سوى نظریة بطلیموس فی الأفلاک والسماوات. ولابدّ من الاذعان بأنّ بیان هذه الحقائق فی ذلک الوقت قد یبلغ حدّ الاعجاز، لیدل دلالة واضحة على مدى علم الإمام(علیه السلام)الذی استقاه من مصادر غیر عادیة متعارفة(1).