هول المحشر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الأولالقسم الثانی

کما أوردنا سابقاً أن الإمام(علیه السلام) أشار فی القسم الأول من الخطبة إلى وضع الناس فی یوم القیامة بعبارات قصار مؤثرة وقد ذکر الممیزات المهولة لذلک الیوم.

فقد قال(علیه السلام): «وذلک یوم یجمع الله فیه الأولین والآخرین لنقاش الحساب، وجزاء الاعمال، خضوعاً قیاماً».

فالعبارة «الأَولین» و«الأَخرین» تشیر إلى حقیقة وهى أنّ القیامة والحساب سیشمل جمیع الناس فی یوم واحد، کما ورد ذلک فی القرآن الکریم: (وَکُلُّهُمْ آتِـیهِ یَوْمَ القِـیامَةِ فَـرْد)(1). وورد فی موضع آخر: (قُـلْ إِنَّ الأَوَّلِـینَ وَالآخِـرِینَ * لََمجْـمُوعُونَ إِلى مِـیقاتِ یَـوْم مَـعْلُوم)(2).

والتعبیر بالنقاش یفید الدقة فی الحساب حیث تخضع أصغر الأعمال ذلک الیوم للحساب فیعاقب الإنسان أو یثاب علیه.

والتعبیر بالخضوع والقیام إشارة إلى أنّ الناس یوم القیامة کمثل من یحضر فی المحکمة ویمثل بین یدی القاضی العادل، حیث تظهر علیه آثار الخوف والخشیة.

وقد أشارت بعض الآیات القرآنیة إلى هذه المعانی، ومن ذلک الآیة الشریفة: (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ...)(3) والآیة (یَوْمَ یَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِینَ)(4).

ثم قال(علیه السلام): «قد الجمهم العرق، ور جفت(5) بهم الأرض».

فهل هذا العرق بسبب حرارة محیط المحشر، أم من شدة الخجل، أم کلاهما؟ وهل رجف الأرض بسبب أعمالهم، أم هکذا هى طبیعة محکمة العدل الإلهی، بحیث ینشغل الجمیع بأنفسهم ویعترفوا بکل ما اقترفوا؟

کیفما کان فالاجواء هناک مرعبة مهولة للغایة.

وقد صرحت الآیات والروایات الإسلامیة بالعوامل التی تدعو إلى الخوف والخشیة فی ذلک الیوم (نسأل الله أن یشملنا جمیعاً برحمته وألطافه ویجنبنا هلع ذلک الیوم).

وقد ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة ـ کدیدنهم فی سائر الموارد ـ إلى أن الألفاظ المذکورة کنایة عن الاُمور الباطنیة والروحیة، والحال لیست هناک آیة قرینة تدعو إلى مثل هذا التأویل ـ ولو فتح الباب لمثل هذه التأویلات بشأن الآیات والرویات وباب التفسیر بالرأی وأن یسطر الإنسان کل ما یفهمه من الآیة والروایة، أو الاسلوب الذی یعتمده بعض من یتسمى بالانفتاحی والذی یکمن فی القراءات الجدیده للآیات والروایات، فمن المسلم به لسوف تزول إصالة المتون الدینیة، ولایبقى من شیء للاستدلال بالمسائل العقائدیة والعلمیة.

ثم أشار(علیه السلام) فی ختام هذا القسم من الخطبة إلى معضلة اُخرى من معضلات القیامة: «فأحسنهم حالاً من وجد لقدمیة موضعاً، ولنفسه متسعاً».

فالعبارة تشیر إلى زحام الناس وضیق المکان، حیث یفهم من الروایات أنّ هول المحشر ووحشة حساب الأعمال مسألة عامة تشمل کافة أهل المحشر; وذلک لأن خلص عباد الله أیضاً یخشون الحساب! فلهول المحشر عدة عوامل، یکمن أحدها فی ضیق المکان الذی ورد فی هذه العبارة.


1. سورة مریم/95.
2. سورة الواقعة/49 ـ 50.
3. سورة القمر/7.
4. سورة المطفقین/6.
5. «رجف» من مادة «رجف» على وزن ربط تعنی الاضطراب، ولما کانت أخبار الفتن تدعو لاضطراب المجتمع فقد اصطلح علیها بالاراجیف. 
القسم الأولالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma