سعة قاعدة اللطف فی التکوین والتشریع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
إحیاء الأرض المیتة بالسحب الممطرةالقسم العشرون

جرت عادة أهل التدبیر والحکمة على توفیر کافة المقدمات والأسباب التی توصل إلى الهدف، ویتجلى هذا الأمر بأعظم أبعاده فی الخالق الحکیم سواء فی عالم التشریع والتکلیف، أم فی عالم العینیات والواقعیات، فقد أعد کافة الشرائط ومهد جمیع السبل فی عالم التکلیف من أجل الطاعة، حیث زود الإنسان بالعقل والذکاء والفطرة السلیمة وانزل الکتب السماویة وبعث الرسل والأنبیاء لیتسنى للعباد اتخاذ سبیل الطاعة; الأمر الذی اصطلح علیه باللطف فی علم الکلام. وفی عالم الخلق فانّ الله سبحانه أعد کافة وسائل الحیاة قبل أن یضع الإنسان قدمه على هذا العالم، فقد أقر سطح الأرض وحال دون حرکاتها الطائشة بواسطة الجبال، وشق فیها الآبار والأنهار التی تعتبر مادة الحیاة، وسخر السحب لری المرتفعات، کما خلق مختلف النباتات التی یتغذى علیها الناس والحیوانات کما أوجد الجواد وسط الجبال لعبور الناس ومشیهم، وسهل للناس روابطهم الاجتماعیة، بل منح أرواحهم السکینة والهدوء بما زین به الطبیعة من ورود وأزهار. نعم هذا هو معنى الحکمة والتدبیر والربوبیة الذی أشار إلیه أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) فی هذا الموضع من الخطبة، والذی یعرف الإنسان بعلم الله وقدرته وحکمته من جانب، کما تثیر لدیه حس الشکر ـ مادة الطاعة والعبودیة ـ، وهوالأمر الذی ورد کراراً فی القرآن ومن ذلک فی سورة النحل بعد ذکره لخلق السموات والأرض والانعام ونزول الأمطار من السماء و خروج الاشجار و نمو الزرع و أنواع الثمار و الفاکهة و حرکة الشمس و القمر و خلق البحار على أنها من نعمه التی لاتعد و لا تحصى. حیث قال: (وَأَلْقى فِی الأَرْضِ رَواسِىَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ وَ أَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّـکُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامات وَبِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ)(1).


1. سورة النحل/16 ـ 15. 
إحیاء الأرض المیتة بالسحب الممطرةالقسم العشرون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma