فلسفة الأحکام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
فرائض الإسلامالقسم الثانی

غالبا ما یعمد الاطباء المهرة إلى تنبیه مرضاهم إلى الآثار المهمة للأدویة والأطعمة المقویة التی تسرع فی شفاء حالتهم المرضیة; لکی یتحملوا مرارة الدواء برغبة ولهفة ویلتزموا بارشادات الطبیب. ولعل الأطباء الروحیین یسیرون على هذا النهج فیبینون فلسفة تشریع الأحکام ومعطیات البرامج الدینیة للناس، لیثیروا فیهم الشعور والدافع نحو هذه البرامج ویرسخوا عزمهم فی تنفیذها.

وقد راینا فموذج ذلک ـ بیان فلسفة الأحکام ـ فی هذه الخطبة، حیث ینطوی هذا البیان على عدة فوائد، إلى جانب کونه یحث الناس على التفاعل مع الوظائف الدینیة وممارستها بکل شوق ورغبة ویهون علیهم تحمل بعضى المشاق التی تشتمل علیها بعض الوظائف الدینیة. ومن الفوائد التی یمکن ذکرها هنا:

1ـ تحدد للناس الاسلوب الصحیح الذی ینبغی أن تؤدی فیه الفریضته، مثلاً حین تبیّن فلسفة الحج «فرض الله الحج تشییدا للدین»(1)، فمفهوم ذلک إقامة مراسم الحج بکل عظمة لتحقیق هذا الهدف ولا یکتفون بآدابه الصوریة الظاهریة.

2ـ أنّ یعلموا أنّ آثار وبرکات هذه الأعمال تعود علینا، فلیس هناک من منّة على الله، بل الله یمن علینا، الأمر الذی صرح به القرآن الکریم بشأن الإسلام والإیمان: (یَمُـنُّونَ عَلَیْکَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَیَّ إِسْلامَکُمْ بَلِ اللّهُ یَمُنُّ عَلَیْکُمْ أَنْ هَداکُمْ لِلاِْیمانِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِـینَ)(2).

3ـ یمکننا تقییم أعمالنا من خلال الالتفات إلى فلسفة الأحکام، لنرى مدى قبولها عند الله، مثلاً حین یقال: «وفرض علیکم الصوم للتقوى والصلاة نهیاً عن الفحشاء والمنکر» فانّ علینا أن نرى هل حصلت لدینا ملکة التقوى بعد القیام بالصوم والصلاة أم لا؟ وهکذا نقف على قیمة عباداتنا وأعمالنا.

نعم اننا نعلم بأنّ الله حکیم، وحکمته تقتضى ألایشرع شیئاً دون أن یبیّن هدفه ونتیجته، ویا لهم من جهال أولئک الذین یزعمون أنّ أفعال الله لیست معلله بغرض; أی لیس هناک من هدف فی تشریعاته وأعماله! أنّهم لیسیئون بهذا الکلام إلى کونه حکیماً سبحانه، وهم یزعمون أنّهم اقتربوا من حقیقة التوحید، والحال أنّهم مصداق لهذه الآیة الشریفة: (قُلْ هَلْ نُنَبِّـئُکُمْ بِالأَخْسَرِینَ أَعْمالاً* الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ یَحْسَبُونَ أَ نَّـهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْع)(3).

نعم أفعال الله لیست معللة بأغراض، أی لیس هناک من هدف یعود إلیه، لأنّه غنی عن کل شیء وعن کل موجود; إلاّ أنّ المؤسف له أنّ هؤلاء الجهال لایقولون ذلک، بل یزعمون أن لاضرورة لأنّ تعود نتیجة أفعال الله وأوامره على العباد، وهذا منتهى الجهل!! على کل حال فانّ الإمام(علیه السلام) بین فلسفة الأحکام فی هذه الخطبة، بحیث یتأجج الشوق فی أعماق من یتمعنها لأن یؤدی وظائفه على أکمل وجه دون أن یشعر بالتعب والملل.


1. خطبة الزهراء(علیها السلام)، احتجاج الطبرسی 1/258، طبع اسوة، وورد مثل هذا المعنى فی الکلمات القصار، 252.
2. سورة الحجرات/17.
3. سورة الکهف/103ـ 104. 
فرائض الإسلامالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma