إلیک الملاذ و أنت الرجاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الرابع والعشرونفی اعجاز البیان.

لاننسى أنّ الإمام(علیه السلام) أورد هذه الخطبة الجامعة والمفصلة رداً على من سأله الحدیث عن صفات الله، فخاض الإمام(علیه السلام) فی البدایة بأدق العبارات وأظرفها فی بحث صفات الله الجمالیة والکمالیة، ثم تطرق إلى فعله من قبیل خلق الملائکة والسماء والأرض، ثم خلق الإنسان وما أفاض علیه من النعم، وأخیراً علمه سبحانه وتعالى بجمع جزئیات عالم الوجود وکلیاته.

ثم یختتم الخطبة بهذا القسم الذی یطرق فیه باب الله متضرعاً إلیه بالدعاء، فیصف الله سبحانه بأفضل صفاته التی لاتجوز على أحد سواه، کما تدل على التوحید فی مقام الدعاء «اللّهم أنت أهل الوصف الجمیل، والتعداد(1) الکثیر»، نعم فقد جمعت کافة الصفات العظیمة فی ذاته القدسیة، فهو الکریم والرحیم وأهل الفضل والثناء، ومن هنا فانّ أمله الإنسان فهو خیر مأمول، وان رجاه فهو خیر مرجو لایقطع رجاء من رجاه: «إن تؤمل فخیر مأمول، وإن ترج فخیر مرجو»، ثم قال(علیه السلام):«اللّهم وقد بسطت لی فیما لا أمدح به غیرک، و أثنی به على أحد سواک ولا أوجهه إلى معادن الخیبة ومواضع الریبة، وعدلت بلسانی عن مدائح الادمیین; والثناء على المربوبین المخلوقین».

الجدیر بالذکر أنّ الإمام مزج مدح الله وثنائه بالشکر، وقد أعرب(علیه السلام) عن سروره أن وفقه الله سبحانه ففتح لسانه بمدحه سبحانه، وهل یلیق هذا المدح والثناء بأحد سواه، و أی عمل أفضل من أن یغض الإنسان طرفه عن عالم الأسباب و لا یتطلع سوى إلى «مسبب الأسباب» فیمطره بحمده و ثناءه. ثم أردف ذلک بقوله: «اللّهم ولکل مثن على من أثنى علیه مثوبة من جزاء أو عارفة من عطاء; وقد رجوتک دلیلاً على ذخائر الرحمة وکنوز المغفرة»، یمکن أن تکون العبارة بمعنى طلب المزید من رحمته سبحانه ومغفرته، أو بمعنى طلب التوفیق والاستعداد لکسب هذه الرحمة. والفرق بین «جزاء» و«عارفة» قد یکون فی أنّ الجزاء هو ثواب العمل، والعارفة بمعنى الفضل والرحمة إلى جانب الثواب. و لما کان الله معروفا بالفضل و العطاء فقد عبر بعارفة (فالعارفة فی الواقع وردت هنا بمعنى المعروف).

ثم إختتم هذه الخطبة الفریدة و العظیمة بدعائین جامعین عمیقی المعنى قال(علیه السلام): «اللّهم وهذا مقام من أفردک بالتوحید الذی الذی هو لک، ولم یر مستحقاً لهذه المحامد والممادح غیرک; وبى فاقة إلیک لا یجبر مسکنتها إلاّ فضلک، ولاینعش(2) من خلته(3) إلاّ منک وجودک»، فالواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام) أراد أن یطرح هذه الحقیقة وهى أنی لاأثنی الاعلیک ولاأومل سواک، ولیس هناک قادر على طلبتی غیرک، وهذه هى حقیقة توحید الصفات وتوحید الأفعال، ثم یختتم الخطبة: «فهب لنا فی هذا المقام رضاک، وأغننا عن مد الایدی إلى سواک، إنّک على کل شیء قدیر»، ما أروع هذا الرجل العظیم الذی فاض کل هذه الفصاحة والبلاغة والعلم والمعرفة، ثم یختتم عباراته بهذا الدعاء العظیم الذی یکشف عن مدى تواضعه وتذلله لله فیسأله رضاه ولایلتفت إلى أحد سواه.


1. «تعداد» بفتح التاء له کما صرح بذلک أرباب اللغة، ویعنى عد الشیء (واعتبره البعض مصدر ثلاثی مجرد، وقیل من باب تفعیل، کان تعدید ثم بدلت یاء، بالف وتلفظ تعداد بکسر التاء قلیل جداً).
2. «ینعش» من مادة «نعش» وهى فی الاصل بمعنى رفعه و أقامه، ویقال لجسد الانسان اذا خرجت منه الروح نعشاً، و کذلک للآلة التی یرفع فیها المیت بالنعش، و الذی یرفع لینقل إلى مکان مناسب.
3. «خلة» الحاجة والفقر، کما وردت بمعنى الضعف. 
القسم الرابع والعشرونفی اعجاز البیان.
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma