أهل البیت(علیهم السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الثامنالخطبة 110

اختتم الإمام(علیه السلام) خطبته بعد ذکر أوصاف النبی(صلى الله علیه وآله) بالحدیث عن صفات أهل البیت(علیه السلام)و قد بلغ بالفصاحة و البلاغة ذروتها بهذا الختام الحسن فقال: «نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف(1) الملائکة، ومعادن العلم، وینابیع الحکم».

فالتعبیر بالشجرة یفید أنّ النبوة کالشجرة المثمرة التی لها فروع وأغصان مختلفة، جذرها وساقها النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، وأوراقها أولاده، وثمرتها هدایة الناس إلى الله.

وشبه(علیه السلام) أهل البیت فی العبارة الثانیة بالموضع الذی تهبط فیه الرسالة من جانب الله سبحانه، کما وصفهم فی العبارة الثالثة بالموضع الذی تختلف إلیه الملائکة فی صعودها ونزولها. على(علیه السلام) وولده ممن تربوا فی هذه الاسرة لیستضیئوا بنور الوحی.

ولعل المراد بالملائکة هنا ملائکة الوحی (جبرئیل ومن معه) الذین کانوا یهبطون على رسول الله(صلى الله علیه وآله)، أو أنّها إشارة إلى المعنى الأعم فیشمل جمیع الملائکة الذین یختلفون علیهم للخدمة والبشارة وأمثال ذلک، على کل حال فلیس المراد أنّ الوحی کان ینزل على غیر رسول الله(صلى الله علیه وآله).

والفارق بین شجرة النبوة ومحط الرسالة أنّ للنبی(صلى الله علیه وآله) مقامان: مقام النبوة وهو الأخبار عن الله ومقام الرسالة وهو ابلاغها. وبعبارة اُخرى فان النبی(صلى الله علیه وآله) مأمور بالابلاغ، والرسالة تقترن عادة بالإمامة والزعامة والإجراء.

والمراد بمعادن العلم أئمة أهل البیت(علیهم السلام) ورثة علوم النبی(صلى الله علیه وآله) وحفظة الکتاب والسنة.

فقد قیل فی سبب نزول الآیة الشریفة: (وَتَعِـیَها أُذُنٌ واعِـیَةٌ)(2).

إنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: سألت ربّی أن یجعلها أذن علی. ثم قال علی(علیه السلام): «ما سمعت من رسول الله شیئا فنسیته»(3).

وکذلک الحدیث: «علی مع القرآن، والقرآن مع علی»(4).

والحدیث: «أنا مدینة العلم وعلی بابها»(5).

وهکذا سائر الأحادیث المعروفة التی روتها کتب الفریقین، تفید بأجمعها کون أهل البیت معادن العلم والحکمة.

والفارق بین معادن وینابیع هو أنّ المعدن الشیء الذی یقصده الناس وینتفعون به، أمّا الینابیع ما یفیض على الناس.

ثم إختتم(علیه السلام) کلامه بالقول: «ناصرنا ومحبنا ینتظر الرحمة، وعدونا ومبغضنا ینتظر السطوة»(6).

طبعاً لا تعنی هذه العبارة أنّ لهم حقا مثل هذا الانتظار، بل تعنی أنّهم لابدّ أن ینتظروا مثل هذه العاقبة المشؤومة، فالواقع أنّه نوع من التهدید بالعذاب الإلهی فی الدنیا والآخرة.


1. «مختلف» من مادة «اختلاف» وتأتی هنا بمعنى الذهاب والإیاب، ومن هنا فان کلمة «مُختَلَف» تعنی هنا محل الذهاب والإیاب.
2. سورة الحاقة/12.
3. راجع نفحات القرآن 9/359; بحار الانوار 35/326ـ331.
4. الغدیر 3/178 و180.
5. الغدیر 6/61ـ80.
6. «سطوة» الوثوب على الشخص وقهره، ولما کان من لوازم ذلک العقاب، فقد وردت بهذا المعنى فی العبارة. 
القسم الثامنالخطبة 110
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma