تضمنت بدایة الخطبة إشارة إلى عدم قیام نبی من العرب; وهذا فی الواقع اقتباس من الآیة الشریفة: (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُـمْ ).(1)
وهنا یمکن أن یطرح هذا السؤال: إنّ القرآن صرّح فی موضع آخر قائلاً: (وَ إِنْ مِنْ أُمَّـة إِلاّ خَـلا فِـیها نَذِیرٌ)(2).
أضف إلى ذلک فانّ قاعدة اللطف تقتضی أن یکون لکل أمّة رسول مبعوث من الله.
ونقول فی الجواب: أنّ المراد بالآیة وما ورد فی الخطبة کبار أنبیاء الله الذین ذاع صیتهم فی الارجاء، وإلاّ فلیس هناک من زمان لیس لله فیه من حجة بین الناس. ومن هنا یصطلح بالفترة على الفاصلة الواقعة بین بعث السید المسیح(علیه السلام) والنبی (صلى الله علیه وآله); والحال کان هناک أوصیاء المسیح(علیه السلام) من بعده.
أضف إلى ذلک لم یدع أحد من العرب فی زمان بعثة النبی(صلى الله علیه وآله) ـ المراد بهذه الخطبة ـ النبوة والاتصال بالوحی والإتیان بکتاب سماوی.