فی الاعتبار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
سرعة العمرالقسم الثالث

ملیئة حیاة الإنسان فی کل عصر ومصر بالدروس والعبر; الدروس التی توقظ القلب وترفع الحجب وتفضح ماهیة الحیاة الدنیا; إلاّ أنّ الموسف قلة الاعتبار. فالناس عادة ما تمر مرّ الکرام على الحوادث التی من شأنها اثارة الاعتبار لدیهم، کما أنّ تکرارها یدعوهم لاهمالها.

العامل الآخر الذی یقف وراء عدم الاعتبار إنّما یکمن فی حصر مکاره الدهر فی الآخرین، وکأنا بمعزل عن تلک المکاره وأنا مخلدون فی هذه الدنیا. ولو کانت هناک بصیرة حقا فإن کل شیء فی الأرض یشتمل على عبرة تدعونا للإعتبار.

جاء فی الأخبار أن هارون الرشید کتب رسالة إلى الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام) طلب فیها أن یعظه قائلاً «عظنی وأوجز» (طبعا من المستبعد أن یکون مثل هؤلاء الأفراد صادقین وأنّهم یطلبون النصح والوعظ والارشاد; لأنّ هذه الاُمور إنّما تکون عادة جزءاً من مخططاتهم السیاسیة، لیوحوا للآخرین أنا من اهل الوعظ الذی نسأله من ابن رسول اللّه).

فأجابه(علیه السلام): «ما من شیء تراه عینک ألاّ وفیه موعظة»(1).

نعم فالأرض والسماء والکائنات والاشجار والحوادث وأنین المرضى ومشیب الشعر وانحناء الظهر والمقابر والقصور الخاویة للملوک، کلها تغص بالدروس والعبر فالواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام) اراد أن یقول له لوکان لک عین باصرة لاعتبرت.

فقصور الملوک مملوءة بالعبر، ولکن لایعتبر بها سوى من له آذانا صاغیة.

و کفى بالقرآن واعظا بهذا الشأن: (کَمْ تَرَکُوا مِنْ جَنَّات وَعُیُون * وَزُرُوع وَمَقَام کَرِیم * وَنَعْمَة کَانُوا فِیهَا فَاکِهِینَ * کَذَلِکَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِینَ * فَمَا بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا کَانُوا مُنظَرِینَ).(2)


1. سفینة البحار ـ مادة وعظ.
2. سورة الدخان / 25 ـ 29. 
سرعة العمرالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma