«أَیْنَ تَذْهَبُ بِکُمُ الْمَذَاهِبُ، وَتَتِیهُ بِکُمُ الْغَیَاهِبُ وَتَخْدَعُکُمُ الْکَوَاذِبُ؟ وَمِنْ أَیْنَ تُؤْتَوْنَ، وَأَنَّى تُؤْفَکُونَ؟ فَلِکُلِّ أَجَلِ کِتَابٌ، وَلِکُلِّ غَیْبَة اِیَابٌ، فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِیَّکُمْ، وَأَحْضِرُوهُ قُلُوبَکُمْ، وَاسْتَیِقِظُوا اِنْ هَتَفَ بِکُمْ. وَلْیَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْیَجْمَعْ شَمْلَهُ، وَلْیَحْضِرْ ذِهْنَهُ، فَلَقَدْ فَلَقَ لَکُمُ الأَمْرَ فَلْقَ الْخَرَزَةِ، وَقَرَفَهُ قَرْفَ الصَّمْغَةِ. فَعِنْدَ ذلِکَ أَخَذَ الْبَاطِلُ مَآخِذَهُ، وَرَکِبَ الْجَهْلُ مَرَاکِبَهُ، وَعَظُمَتِ الطَّاغِیَةُ، وَقَلَّتِ الدَّاعِیَةُ، وَصَالَ الدَّهْرُ صِیَالَ السَّبُعِ الْعَقُورِ، وَهَدَرَ فَنِیقُ الْبَاطِلِ بَعْدَ کُظُوم، وَتَوَاخَى النَّاسُ عَلَى الْفُجُورِ، وَتَهاجَرُوا عَلَى الدِّینِ، وَتَحَابُّوا عَلَى الْکَذِبِ، وَتَبَاغَضُوا عَلَى الصِّدْقِ».