التمسک بالإمام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الثالثالقسم الرابع

خاض الإمام(علیه السلام) هنا فی نصح الناس ووعظهم فقال فی البدایة لإعداد أنفسهم: «أیّها الناس، استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ، وامتاحوا (1) من صفو عین قد روقت(2)من الکدر».

کما أنّ الاشارات الضوئیة تنیر للإنسان طریقه إذا مشى لیلاً فی الظلام وتقیه الوقوع فی المطبات أو أن یضل الطریق، فانّ نصائح الواعظ المتعظ تصون الإنسان فی مسیرته وسلو که المعنوی والفکری والأخلاقی من الانحرافات العقائدیة، وکما أنّ الماء الزلال والخالی من الکدر هو مادة حیاة جسم الإنسان وسائر الکائنات الحیة; کذلک نصائح دعاة الحق تشکل مادة حیاة روح الإنسان ونفسه.

ومن الواضح أنّ المراد بهذا الواعظ المتعظ الذی ینبغی الاستصباح من شعلته والتروی من صفو عینه هو الإمام(علیه السلام) الذی وظفت الناس بالتمسک به والاستفادة منه: أمّا للأسف لم یفعلوا واننا لنهتدی الیوم بما وصلنا من کلماته(علیه السلام) ونستقی من عینه الصافیة.

ثم واصل(علیه السلام) کلامه بخطاب کافة عباد الله وحذرهم من الجهل والهوى والأفکار الباطلة المنحرفة.

فقال(علیه السلام): «عبادالله، لاترکنوا إلى جهالتکم، ولا تنقادوا لأهوائکم» ثم بین(علیه السلام) دلیل ذلک قائلاً: «فان النازل بهذا المنزل نازل بشف(3) جرف هار، ینقل الردى على ظهره من موضع إلى موضع»، ثم قال(علیه السلام): «لرأی یحدثه بعد رأی; یرید أن یلصق ما لا یلتصق، ویقرب ما لا یتقارب».

فقد بین الإمام(علیه السلام) بهذه العبارات البلیغة حقیقة مهمّة وهى أنّ أحد مصادر الضلال إنّما یکمن فی الاستناد إلى الاوهام والظنون الباطلة والآراء الفاسدة البعیدة عن البرهان والدلیل.

وقد شبههم الإمام(علیه السلام) بحافة النهر حیث یتمتعون بظاهر خلاب، فی حین یستبطن الخلاء والجوفیة! فاذا وطی الجهال تلک الحافة هووا فی القعر.

ثم خلص الإمام(علیه السلام) إلى هذه النتیجة: «فالله الله أن تشکوا إلى من لا یشکی شجوکم(4)، ولا ینقض برأیه ما قد أبرم لکم».

ولعل هذه العبارة إشارة إلى أن أحد منابع الجهل وعدم العلم والوقوع فی متاهات الظنون الباطلة إنّما یتمثل باستشارة غیر الاکفاء من الأفراد الذین یفتترون إلى الفکر السلیم والرأی القاطع والاطلاع الکافی واللازم للتغلب على المشاکل والصعوبات، فاذا ما استشیر حمل معه من استشاره إلى وادی الضلال والهلکة.

کما یحتمل أن تکون إشارة إلى ضرورة عدم الاغترار بالقدرات الکاذبة والجبارة التی لا تفکر سوى فی تحقیق أطماعها ومآربها (کبنی أمیة). وعلیه فلا ینبغی لهم الاستعانة بهؤلاء من أجل حل مشاکلهم. فهم لیسوا فقط غیر قادرین على حل هذه المشاکل فحسب، بل غالباً ما یسهمون فی مضاعفة هذه المشاکل.


1. «امتاحوا» من مادة «متح» سحب الدلو من بئر الماء.
2. «روقت» من مادة «روق» على وزن فوق بمعنى صفیت، فتأنی بمعنى التصفیة إذا حملت على باب التفعیل.
3. «شفا» حافة الشیء وتعنی فی الأصل حافة البئر والنهر، و«الهار» من «هور» على وزن غور بمعنى المتهدم أو المشرف على الانهدام.
4. «شجو» الهم والغم (ولهذه المفردة معنى المصدر واسم المصدر). 
القسم الثالثالقسم الرابع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma