1 ـ منزلة الدنیا والآخرة فی النظرة الإسلامیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
خصائص الإسلام2 ـ الشریعة السمحاء

تمثل الدنیا بالنسبة لطلابها ولاولئک الذین ینکرون الآخرة علماً أو عملاً منتهى الطموح والهدف، وعلیه فهم یضحون بکافة القیم و المثل من أجلها.

ولعل البؤس والشقاء الذی یعیشه المجتمع العالمی هو ولید هذا النوع من التفکیر. أمّا الإسلام فهو لایرى الدنیا سوى مرحلة عابرة ومقدمة للآخرة، حتى وردت الروایات والأخبار التی شبهتها بالمزرعة والقنطرة والمتجر (وقد مر شرح ذلک فی الخطبة 28).

أمّا فی هذه الخطبة والبعض الآخر من خطب نهج البلاغة فقد شبهت الدنیا بمیدان التمرین والآخرة بمیدان السباق; وهو تشبیه رائع غایة فی الدقة والروعة. فالإنسان إنّما یتزود بالقوة والقدرة فی هذا المیدان بواسطة التعالیم العقائدیّة والتربویة والأخلاقیة، بما یمکنه من إجتیاز مسابقة الاُخرى بسرعة لدخول الجنّة والفوز برضوان الله وقربه. والتصدیق الذی ورد فی الخطبة بصفته المنهاج والصالحات بصفتها المنار إنّما یشیران إلى هذه التربیة والتعلیم الربانی.

فالذی نستفیده من هذا التشبیه مایلی!

1 ـ أنّ السعادة والنجاة فی الآخرة لیست عبثاً; بل تتأتى فی ظل البناء الفکری والأخلاقی والعقائدی.

2 ـ إنّما تغلق صحیفة الأعمال بانتهاء الدنیا، والقیامة یوم حساب ولا عمل، کما أنّ میدان المسابقة للسباق لا للتمرین.

3 ـ جائزة هذه المسابقة من أعظم الجوائز، وذلک لان هذه المسابقة من أعظم المسابقات

4 ـ یعتمد تفاوت واختلاف درجات الناس ومقاماتهم على أعمالهم وعقائدهم وأخلاقهم. فقد یدخل الإنسان الجنّة إلاّ أنّ درجته تختلف عن غیره، على غرار الفائزین فی السباق، فهناک الفائز الأول والثانی والثالث وهکذا.

5 ـ لیس هنالک أی عمل من أعمالنا فی هذه الدنیا یمکنه أن یزول وأنّ آثاره باقیة، على غرار آثار التمارین التی یقوم بها المتسابقون.

وهذا ما أشار إلیه القرآن الکریم بالقول: (فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّة خَیْراً یَرَهُ)(1).

وجاء فی الحدیث عن الإمام الحسن(علیه السلام) بعد أنّ وصف شهر رمضان بصفته مضمار الخلق ومیدان التمرین أنّه قال: «وایم الله لو کشف الغطاء لعلموا أنّ المحسن مشغول باحسانه، والمسیئى مشغول باسائته»(2).


1. سورة الزلزلة/7 ـ 8.
2. بحار الانوار 75/110. 
خصائص الإسلام2 ـ الشریعة السمحاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma